طوقُ تُراب

نبيلة الوزاني | المغرب

عبْرَ غلالة الأنا

في قوقعة (ومن بعدي الطوفان)

كم مَخَر عبابُ ذاتِي المنغمسةِ

داخلَ بوتقةٍ تائهةِ البوصلة

كأنْ لا شاغل لها

إلّا لهاثٌ ذابلُ الهسيس

لبحثٍ شقيّ الخُطا

عن صباحٍ يُزهرُ أمنياتي….

ما أشدّ صفعاتِ أسايَ

وأنا عائدةٌ بحفناتِ سرابٍ

للشكوى المعربدةِ

دائمةِ المشاغبةِ…

لم أكنْ أتقن القراءة

خارج غلاف كتابيَ الأشقر

ردحاً من سباتْ

***

قبل انفتاح شرفتي على سمائك

برشفتين من هلوسة ….

كنتُ أركض بحذاءٍ أصغر من خطواتي

وراء تفاحة الرغبة

لتكون لي وحدي

أو علّي أفوز بقضمةٍ

تُقوِّم تأتأةَ عطَشي …

للظمأ جبروتٌ فادح الرعونة

ولوْمي على السواقي العكرة

حينما أفرغتْ ثُمالَها

في كؤوس العوَزْ

***

أتذَكَّرُ أنني

متى ركمْتُ وسادتي بثرثرة همسي

قفزتْ من كومةِ هواجسي….ملامحُك

وإذا ما …لحظي يمّمتُهُ

خارج دائرة أحلامي القصيرة

قبعَ عتابُك متربصا

بكوّةٍ ما تفتأ تلازمُ وجهي

يصطاد شغفي من خلالها …

اللحظةَ أقرؤني من وجهة عينيك

كلما رشقني ظلّكَ

بدمعةِ ترابٍ

أزحتُ جدائلَ الليل عن جبهة ثوبي

خصلة خصلة

إلى أن توحّدَ جِلْدي مع شجونك

ولُذتُ إلى فُسحةِ يديكْ …

فمَنْ منك يُصادرُني؟

***

قصيدتي الآن خارطةُ مَثْوى

رسمتْها أنثى الشمس ذاتَ سطوع

على أقبية الزمن …أشرقتْ ألوانُها

دهراً ونيف…

تفاحل القحطُ في سنوات ضياعي

ها هو إطارُها

يتداعى من تصحّرٍ النّكوث

ليس مَن يمسح غبارَ أنينها

إلا قلوبٌ تعتنق الياسمين

وأفواهٌ ديدنُها الإيثار

وإنْ طوَّقتْ حناجرَ الجوعِ

بألفِ رِباط….

الآن فقط

أعلم أني إلى تكوينك

منذ أوّل بكاءٍ

كنتُ أنتمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى