الفصل الأول من رواية عطر الأرواح الطيبة.. رواية اجتماعية (1)

تأليف : موزة المعمرية | سلطنة عمان

 

محتويات الرواية :

الفصل الأول : روح عذبة

الفصل الثاني : الجدة حليمة

الفصل الثالث : حفلة وفرحة

الفصل الرابع : أمان

الفصل الخامس : مشاعر جميلة تغزو قلوب طاهرة

الفصل السادس : الماضي الذي لا يموت

الفصل السابع : تيما وتميم

الفصل الثامن : أحلام

الفصل التاسع : حرب ودمار

الفصل العاشر : الطفل جسار

الفصل الحادي عشر : ألم

الفصل الثاني عشر : أمنيات لا تتحقق

الفصل الثالث عشر : شبح القسوة الذي لا يختفي

الفصل الرابع عشر : ذكريات في المخيلة

الفصل الخامس عشر : كبرياء

الفصل السادس عشر : فرحة قلب الجريحة

الفصل السابع عشر : ياسمين شرف

الفصل الثامن عشر : حياة عذبة

 

ملخص الرواية :

تبدأ أحداث الرواية الاجتماعية بالفصل الأول والذي يكون بعنوان “روح عذبة” والذي يبرز حياة “قصائد” مع عائلتها البسيطة المكونة من والديها وأخيها “شرف” وأختها الصغرى “جميلة”, قصائد في أولى سنواتها الجامعية حيث تقضي وقتها بين الجامعة والعائلة والمذاكرة ثم زيارة الجيران العم حمد والعمة فاطمة, فهما وحيدين دونما أبناء ولذلك تقصدهم قصائد كل يوم لتجلس معهما وتسري عنهما قليلا, تعيش قصائد كذلك وتتابع قصة حبيبين كانت قد رأتهم عن طريق الصدفة, تصادف الحبيبين مشكلة ما ولكنها تُحل فيما بعد وتنتهي نهايتهما بالسعادة, تتمنى قصائد وتطلب من الله من أن يمنحها حبا صادقا يوما ما.

تستمر سلسلة الأحداث من الرواية بالفصل الثاني والذي يكون بعنوان “الجدة حليمة” حيث يتحدث عن زيارة العائلة للجدة حليمة في منزلها المتواضع في الجبل, هي تعيش وحيدة ولكنها تحب منزلها ولا تود مفارقته مطلقا, تقضي العائلة وقت مرِح وسعيد في منزل الجدة والتنزه في ربوع الجبال, ولكن الجدة تتوفى بعد خمسة أيام من زيارة أبناءها لها.

تستمر الأحداث بالفصل الثالث من الرواية والذي يكون بعنوان “حفلة وفرحة” حيث يتحدث عن استعداد قصائد للذهاب لحفل ميلاد صديقتها “نور”, تذهب بعد استعدادها للحفل وتقضي وقتا مسليا مع صديقاتها ثم تُفاجأ برؤيتها “لأمان” ابن خال صديقتها المقربة نور, يلفت أمان نظر قصائد له كما تلفت هي نظره لها, هناك مشاعر غريبة تولد بينهما, ينقضي الوقت وتنتهي الحفلة لتعود قصائد للمنزل وكلها سعادة.

في حين يتحدث الفصل الرابع من الرواية والذي يكون بعنوان “أمان” عن حياة أمان في صغره وشبابه وكيف أصبحت عينه بذاك الشكل الرهيب حتى أنه لا يقوى على إظهارها لأحد فهو دائم تغطيتها بشعره الطويل أو لبس النظارات السوداء اللون, تشعر قصائد بالأسف الشديد على أمان, في يوم من الأيام تتحدث والدة أمان معه وتطلب منه من أن يذهب للمستشفى لرؤية والده للمرة الأخيرة فهو يحتضر, يرفض أمان في بادئ الأمر زيارته لوالده ولكن وبعد إصرار الأم يذهب, يبقى هناك ينظر والده ويستمع لحديثه الأخير, يموت الوالد ولكن جرح أمان لا يموت أبدا.

في الفصل الخامس من الرواية والذي يكون بعنوان “مشاعر جميلة تغزو قلوب طاهرة” يتحدث عن مرور ثلاثة سنوات وإنهاء كل من قصائد ونور لدراستهن الجامعية, وكذلك مصارحة أمان بمشاعره لقصائد ثم خطبته لها حيث تتم الخطبة في أفخر قاعات حفلات الزفاف.

أما الفصل السادس من الرواية والذي يكون بعنوان “الماضي الذي لا يموت” يتحدث عن عودة الخالة “زُلفى” من سفرها, هي تعود في ذات الليلة التي يُقام فيها حفل خطبة قصائد على أمان, تأتي لمنزل شقيقتها فلا تجد مجيب لها, تجلس على عتبات الدرج تنتظر عودتهم, تأخذها ذاكرتها لأيام صباها التي قضتها مع خطيبها “نهار”, كانت أيام سعيدة بالنسبة لها, تعود بعدها العائلة السعيدة من حفل الخطبة لتفاجأ بالخالة زلفى, تمكث زلفى بعض الوقت في منزل شقيقتها حتى يجهز منزلها وتنتقل له, ولكن يبقى قلب زلفى مكسورا, تذهب بعدها زلفى لمنزل خطيبها السابق نهار فتجده يعتني بزوجته المريضة “ليالي” التي لا تنتظر سوى الموت, تتصادم زلفى مع خطيبها السابق فهو لم يغفر لها ما فعلته به وابتعادها عنه وتركه لتتزوج برجل ثري.

في حين يكون الفصل السابع من الرواية والذي يكون بعنوان “تيما وتميم” يتحدث عن التقاء قصائد بطفل صغير ذو عشر سنوات اسمه “تميم”, تقرر قصائد من أن تساعد تميم وشقيقته الصغرى “تيما” فهما يتيمي الأبوين ولا عائلة لهما, تعرض موضوع تبنيهما على الجارين العم “حمد” والعمة “فاطمة” فيوافقان بكل ترحيب ويتبنيان الصغيرين بسعادة, قصائد ساهمت في إنقاذ طفلين صغيرين من التشرد في الشوارع.

أما الفصل الثامن من الرواية والذي يكون بعنوان “أحلام” يتحدث عن أحلام بعض الأشخاص المتواجدين في الرواية, ولكن بعض الأحلام تتحقق كحلم كل من قصائد ونور بالنجاح والتخرج وكذلك حلم كل من أمان وقصائد بالزواج وكذلك يحدث, أما عن حلم زلفى بالعودة لنهار فهو لن يحدث, تقرر آمنة من أن تتدخل بموضوع نهار القاسي وشقيقتها زلفى فهي لم تعد قادرة على رؤية الحزن في عيني شقيقتها فزلفى قد عانت الكثير طوال كل تلك السنوات التي مضت.

أما الفصل التاسع من الرواية والذي يكون بعنوان “حرب ودمار” يتحدث عن التقاء نهار مع زلفى وتفاهمهما حول عدة أمور مضت, تعود المياه إلى مجاريها بينهما ولكن نهار يقرر الذهاب لبلد العراق لأداء واجبه كصحفي, يلتقي نهار

بالصدفة  بالطفل “جسار” حيث يبقى معه في خندق تحت الأرض ويقضي معه عدة أيام ويتحدث معه في عدة أمور, يموت بعدها نهار دهسا تحت الدبابة الغاشمة في محاولة له لإنقاذ الطفل جسار, يقرر جسار من أن يقصد بلد نهار حاملا معه حقيبته ليوصلها لزلفى, يمر جسار بطريق صعب ولكنه يتحمل المشاق للوصول.  

أما الفصل العاشر من الرواية والذي يكون بعنوان “الطفل جسار” يتحدث عن وصول الطفل جسار لمنزل زلفى وإعطائها لحقيبة نهار وإخبارها لاستشهاده, تُصاب زلفى بصدمة تامة من موت نهار ومغادرته لعالمها المحسوس لعالمٍ آخر لا تعلم عنه هي أي شيء, تشعر بالوحدة الشديدة, ولكن قصائد تستطيع من إعادتها لسابق عهدها, تقرر زلفى من أن تعتني بالطفل جسار وتتبناه كابنٍ لها, تدخله المدرسة وتتكفل بكل شيء يخصه ليعيش حياة كريمة.

أما الفصل الحادي عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “ألم” يتحدث عن حمل قصائد وسعادتها به ولكن أمان سيرغب بإجهاض قصائد للطفل, قصائد سترفض طلب أمان بالطبع فهي ترغب بالاحتفاظ بطفلها الذي تحمل, تحصل خلافات كثيرة بينهما حتى تتعرض بعدها قصائد للإجهاض, نور كذلك تتعرض للاغتصاب الشنيع على يد ثلاثة رجال وتُدخل للمستشفى على إثر ذلك, يبقى الألم يطوق كلتا الصديقتين, يقرر والد نور من أن يسافر بها مع والدتها بلد ألمانيا لتخضع للعلاج الطبي والنفسي لتعود كسابق عهدها.

أما الفصل الثاني عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “أمنيات لا تتحقق” يتحدث عن ترك قصائد لمنزل أمان وذهابها لتعيش في منزل والديها, ثم تقرر زلفى من أن تأخذ قصائد لمنزل المزرعة لتُسري عنها قليلا أو تحاول نسيان ما حدث معها, عرفت قصائد ما حدث مع صديقتها نور المسكينة, نور وبالرغم من خضوعها للعلاج النفسي إلا أنها اشتاقت لصديقتها قصائد وأرادت من أن تتصل بها وكذلك حدث, هي كانت بحاجة لصديقتها قصائد من أن تكون معها في ذاك الوقت لذلك قررت قصائد من أن تسافر لها مع خالتها زلفى, أما عن أمان فحاول جاهدا مع والد قصائد ليعرف مكانها فأخبره بعد طول رجاء من أمان, قصد أمان منزل الخالة زلفى ولكنه علم بأن قصائد قد سافرت مع خالتها تبغي الوصول لصديقتها نور, قرر هو كذلك من السفر ليلحق بقصائد ويطمئن أيضا على نور.

أما الفصل الثالث عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “شبح القسوة الذي لا يختفي” يتحدث عن محاولة أمان من استعادة قصائد لكنه لا يفلح بذلك, تحاول كل من نور وزلفى من أن يقنعن قصائد من أن تستمع فقط لأمان وما يود قوله لها لكن دونما جدوى, يظل شبح والد أمان يطارده ولا يختفي, كذلك تظل الأشباح الثلاثة تطارد نور في نومها لتستيقظ فزعه, قصائد أيضا بات هناك شبح ما يطاردها في نومها ويمنعها من النوم ألا وهو رؤيتها لأمان يغرق في البحر, أما عن زلفى فهي تحب رؤيتها لشبح نهار الذي يزورها دوما في منامها.

أما الفصل الرابع عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “ذكريات في المخيلة” يتحدث عن تذكر بعض الأشخاص في الرواية لبعض الذكريات التي عاشوها حلوة كانت أو مرة.

أما الفصل الخامس عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “كبرياء” يتحدث عن رغبة أمان بإعادة زوجته لكنفه ورفضها التام لذلك بسبب كبريائها, لذلك يقرر أمان وفور عودته لأرض الوطن بأن يُجبر قصائد بالعودة إليه باللجوء للقانون وينجح بذلك, تعود قصائد مجبرة لمنزل زوجها ولكنها تحيى حياة باردة معه, يُجن أمان من سلوكها البارد معه, وفي يوم من الأيام تذهب قصائد لمنزل خالتها لتمكث هناك يومين تُسري عن نفسها قليلا, هناك تعرف قصائد ما تكون حكاية “كريمة” التي تعمل عند خالتها وكيف تعرفت خالتها عليها, أما عن أمان فيمرض مرضا شديدا بينما تكون قصائد بعيدة عنه, يُنقل أمان للمستشفى, عندها تعود قصائد له كحبيبة وزوجة بعد أن تنقذه من الموت.

أما الفصل السادس عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “فرحة قلب الجريحة” يتحدث عن استكمال نور لعلاجها النفسي مع الدكتور “بدر الدين”, وكذلك أمان أيضا سيخضع للعلاج النفسي عند ذات الطبيب, يستطيع الطبيب بدر الدين من أن يعيد كل من نور وأمان للحياة دونما أي تعقيدات أو مشاكل تواجههم, يقع الطبيب بدر الدين في غرام نور ويصارحها بمكنونات حبه, تشعر في البداية نور بأن الأمر غريب بعض الشيء عليها, ولكنها توافق فيما بعد على خطبتها لبدر الدين لتعيش سعادة أي فتاة تخطب من قبل حبيبها.  

في حين يكون الفصل السابع عشر من الرواية والذي يكون بعنوان “ياسمين شرف” يتحدث عن مصارحة شرف لوالديه عن رغبته بالزواج من “ياسمين”, ولكن الوالدين يرفضان ذلك بسبب أن ياسمين فتاة لقيطة لا نسب لها ولا والدين,

يبقى شرف في حيرة من أمره فهو يحب ياسمين ويود الارتباط بها ولكن والديه يمانعان, أما عن نور وبدر الدين فتتم خطبتهما على خير ما يرام ثم يستعدا للتجهيز للزفاف فبدر الدين يود من أن يسافر مع زوجته بعد الزفاف لاستكمال شهادة الدكتوراه, تُحل مشكلة شرف في الأخير ويوافق الوالدين على خطبته من ياسمين فبالنهاية هي لا ذنب لها بما فعله والداها, يتم زفاف نور على بدر الدين ويسافرا لبلد بريطانيا فهي البلد التي سيكمل بدر الدين فيها شهادة الدكتوراه, يتزوج كذلك شرف من ياسمين ليسعدا ببعضهما البعض, ولكن بدر الدين يواجه مشكلة ما مع نور فهي ترفض تقبله كزوج, يصبر بدر الدين على نور فهو يعلم بأنها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل, وذات ليلة تُحل مشكلتهما ليعيشا ليلتهما كزوجين طبيعيين سعيدين.

في حين يكون الفصل الثامن عشر والأخير من الرواية والذي يكون بعنوان “حياة عذبة” يتحدث عن مرور اثني عشر عاما يكون فيها جسار قد أكمل عمره الثاني والعشرون عاما ودخل في الثالثة والعشرون, هو أول يوم وظيفي له اليوم ولكنه لم يكن يعلم بأنه عندما سيدخل غرفة زلفى سيجدها قد غادرتهم, أجل لقد توفيت زلفى وذهبت لعالم آخر قد تلقى نهار فيه, أما بالنسبة لقصائد فقد أكملت حياتها السعيدة مع زوجها أمان وأنجبا طفلين رائعي الجمال, أما نور فقد سعدت بحملها من زوجها بدر الدين, أما بالنسبة لشرف وياسمين فهما يعيشان حياتيهما بعذوبة تامة وياسمين تنتظر فقط أيام وتلد طفلها المنتظر, الأطفال الصغار كبروا ليعمل كل من تميم وجسار في ذات الشركة التي يعمل فيها أمان وهي شركة والد نور, أما بالنسبة لتيما فلازالت تستكمل دراستها الجامعية المتبقية لها, أما جميلة فقد أصبحت مصممة أزياء وهي تعمل مع والدة نور وتطمح من أن تكون مصممة عالمية ذات يوم, الكل بات يعيش حياته العذبة التي لا تشوبها شائبة بأمل وجد وحب وإصرار.  

شخصيات الرواية :

يوسف : زوج آمنه وله منها ثلاثة أبناء ألا وهم شرف وقصائد والصغيرة جميلة, هو رجل في الخمسون من عمره, متوسط الطول وممتلئ الجسد قليلا, حنطي لون البشرة, متفرق الشعيرات في الرأس المختلطة ألون الشعر بين الأبيض والأسود, له لحية وشارب بسيطان, دائما ما يرتدي النظارات الطبية, هو أب متفهم ومحب لأبنائه.

آمنة : زوجة يوسف وأم أبناءة الثلاثة المحبة والمخلصة لهم جميعا, امرأة في الأربعون من عمرها.

شرف : الابن البكر ليوسف وآمنه وهو يكبر شقيقته قصائد بخمس سنوات, شاب وسيم بهي الطلعة, متناسق الجسد والطول, أبيض لون البشرة وأسود لون الشعر المسترسل, له شارب بسيط ويمتلك عينين سوداوا اللون.

قصائد : فتاة جميلة جدا وبريئة ملامح الوجه, متناسقة الجسد والطول, بنية لون الشعر المسترسل والمتوسط الطول, واسعة العينين البلورية اللون, وذات شفاه صغيرة وردية.

جميلة : فتاة صغيرة ذات ست سنوات وهي بالصف الأول الابتدائي.

الخالة زُلفى : امرأة في الثامنة والثلاثون من عمرها, هي شقيقة آمنة الصغرى وهي دائما ما تكون في سفر دائم, هي جميلة ملامح الوجه ونحيفة الجسد ومتوسطة الطول.

كريمة : مصرية الجنسية وهي القيمة على كل ما يخص بالسيدة زلفى, امرأة كبيرة في السن في الحادية والخمسون من عمرها, طيبة وحنونة وخدومة جدا لزلفى التي تعتبرها كابنة لها.

الجدة حليمة : هي جدة الأبناء شرف وقصائد وجميلة, امرأة كبيرة في السن ولكنها سليمة الذاكرة, طيبة وحنونة وكريمة.

ياسمين : فتاة لطيفة ومسكينة ومجهولة الأبوين وصاحبة جمال أخاذ.

نور : صديقة قصائد الحميمة, مرحة الطباع ولطيفة جدا.  

الطفل جسار : هو طفل عراقي ضال بلا أهل ولا وطن, يبلغ من العمر عشر سنوات, بريء ملامح الوجه وذكي جدا.

أمان : ابن خال نور, شاب وسيم ولكنه بعين واحدة فالأخرى مجروحة ودائما ما يغطيها بشعر رأسه الطويل الأسود اللون والمسترسل الشكل, أسود لون العينين, حنطي لون البشرة, له شارب بسيط.

نهار : رجل في الأربعون من عمره, برغم كبر سنه إلا أنه لا يزال يمتلك الكثير من وسامة الشباب, نحيف الجسد, طويل, أسود لون الشعر المختلط ببعض البياض, بني لون العينين.

ليالي : زوجة نهار المريضة جدا والتي لا تنتظر سوى الموت.

تيما : طفلة في السادسة من عمرها.

تميم : طفل صغير في العاشرة من عمره.

العم حمد : جار يوسف وهو زوج فاطمة, رجل كبير في السن ولم يرزق بالأبناء من زوجته قط, يعيش حياته مع زوجته ببساطة تامة.

العمة فاطمة : زوجة العم حمد المخلصة له.

الدكتور بدر الدين : هو طبيب نفسي وهو من سيقوم بمعالجة كل من نور وأمان, هو شاب في التاسعة والثلاثون من العمر, طويل القامة, أبيض لون البشرة, أسود الشعر كما العينين, دائم لبس النظارة الطبيبة على عينيه, له لحية وشارب بسيطان.

 

“من الجميل من أن نمتلك أرواحا طيبة؛ ولكن الأجمل هو أن نعيش مع أُناس يمتلكون تلك الأرواح التي نمتلكها, تُرى من أين نستقي عذوبة أرواحنا الطيبة؟ هل نرثها؟ وهل نستطيع من أن نورثها لغيرنا يوما ما؟!”

الفصل الأول: “روح عذبة تملأ المكان بهجة”

تنهض الجميلة النائمة قصائد من نومها بعد أن أطلت أشعة الشمس بنورها الغرفة وطبعت قبلتها الذهبية على خد الجميلة الوردي, تنهض من استلقائها مسرورة وهي تنظر شباك نافذتها ثم تنزل من على السرير لتقصد الحمام فتأخذ حمامها المعتاد وتستعد بعدها للذهاب للجامعة.

تخرج الفتاة من منزل والديها المتواضع لتمشي بخطواتها الناعمة على رصيف ذاك الشارع المبتل من فعل تساقط قطرات المطر الأمسية عليه, تقف لبرهة لترفع بصرها للسماء وتنظرها بسعادة, الوقت الآن شتاء وأشعة الشمس تشق تلك الغيوم لتنعم على العالم بأشعتها الدافئة, فردت قصائد يديها واستنشقت الهواء العليل بسعادة ثم قالت:

قصائد : ما أعظم خلقك يا الله!

تذكرت قصائد بأنها قد تأخرت على الجامعة فاستعجلت المشي, قصائد فتاة مجتهدة وذكية في الجامعة هذا بالإضافة لجمالها البريء الذي يلفت الأنظار؛ بل والأجمل من ذلك هي أخلاقها العالية وتمسكها بالدين الإسلامي من غير تعصب أو غيره.

يمر الوقت على قصائد في الجامعة التي لا تبعد كثيرا عن منزل والديها, وبعد أن ينتهي اليوم الجامعي تعود أدراجها ولكنها تُفاجأ برجل وامرأة يمشيان أمامها, أيديهما متشابكتان وكلهما سعادة, دققت قصائد النظر في أيديهما فرأت المحبسين في يدي كلاهما, إذا هما تربطهما رابطة مقدسة, دخل الخطيبين أو الزوجين فهي لا

 تعلم ما يكونا, دخلا للمطعم وجلسا حول إحدى الموائد, كانت قصائد تقف هناك خارجا ولكنها تنظرهما من خلال بلور المطعم الشفاف, كانت سعيدة لسعادتهما ثم ابتسمت وقالت في نفسها

“ربي لا تحرمني من نعمة الحب”

أكملت بعدها مشيها ولكنها أسرعت المشي عندما وجدت صاحب المكتبة يود إغلاقها

قصائد : انتظر ياعماه, أرجوك انتظر

وصلت إليه وهي تتنفس بصعوبة بسبب الجري

قصائد : أرغب بأن أشتري كتابا

ابتسم صاحب المحل ولم يكن ليرفض طلب قصائد مطلقا فهي زبونته الدائمة, دخلت واشترت الكتاب وخرجت في سعادة تامة, عادت بعدها للمنزل وما إن دخلت حتى شدتها رائحة الطعام الصادرة من المطبخ, قصدت المطبخ ووقفت على عتبة الباب تنظر والدتها في سعادة

قصائد : ما أجمل رائحة طهوك يا والدتي العزيزة!

ابتسمت الوالدة آمنة ثم قالت لها : هيا اذهبي وغيري ملابسكِ وتعالي ها هنا لتقطعي السلطة

قصائد : بأمركِ سيدتي الجميلة

وبين ضحكات الأم والابنة قصدت قصائد غرفتها وغيرت ملابسها وعادت مرة أخرى للمطبخ لتقطع السلطة, قصائد تختلف عن باقي الفتيات اللاتي ينفرن من المطبخ والطبخ وما إلى ذلك, هي عكسهن تماما فهي تحب الطبخ وتجيده كوالدتها, تمر الساعات ويحين موعد قدوم الأب مع ابنه من العمل في الساعة الثانية ظهرا, تكون حينها قصائد مع والدتها يعددن المائدة لتناول طعام الغداء, ولكنها لا تلحظ بأن والدها يقبّل والدتها حين قدومه من المنزل وقبل خروجه منه, لماذا لا يقوم والدها بذلك؟ هل لأنه شرقي والشرقي لا يُظهر مكنونات مشاعره تجاه زوجته أمام الأبناء حتى وإن كان يحبها؟ ولكن لماذا؟ لماذا لا نعيش حياتنا كما نراها في رومانسيات الأفلام؟

هكذا سألت نفسها قصائد ثم نادت على أختها جميلة لتخرج من غرفتها وتأتي لتتناول طعام الغداء, قصائد تحب عائلتها وتحب اجتماعها معهم فهم عائلة متفهمة ومتعاونة ومحبة لبعضهم البعض.

بعد أن ينتهي الغداء تساعد قصائد والدتها بتنظيف المائدة والمطبخ وما إلى ذلك فهم لا يمتلكون خادمة كغيرهم من العائلات الأخرى ولذلك على قصائد من أن تساعد والدتها وهي دوما ما تفعل ذلك وبعدها تعود لغرفتها, لعالمها الخاص حيث تذاكر دروسها تارة ثم تكتب في الكمبيوتر تارة أخرى ما يختلج في صدرها, هي تكتب يومياتها في الكمبيوتر لا في المذكرات, لديها الكثير والكثير من اليوميات التي كانت قد كتبت ولا زالت تكتب.

أحيانا تترك قصائد كتابتها وتذهب لتخرج في شرفة غرفتها تنظر القادم والذاهب ثم يشدها قطع العم حمد والعمة فاطمة للشارع لوصولهما للضفة الأخرى من الشارع, تبتسم قصائد عند رؤيتها لهما وأيديهما تشابك الأخرى, برغم كبر سنهما إلا أنهما مهتمان ببعضهما البعض اهتماما شديدا لا يفعله المتزوجون الشباب, أتى في ذهن قصائد سؤال كانت تود من معرفة إجابته من والدتها فقصدتها حيث كانت آمنة تجلس في الصالة على المقعد وتكتب بعض من المشتريات التي تلزم المنزل, جلست قصائد بجوارها وقالت:

قصائد : أماه

الأم وهي منشغلة بالكتابة : ماذا؟

قصائد : لمَ لم يرزق جارانا بالأبناء؟

توقفت الأم عن الكتابة ثم نظرت ابنتها بتعجب وقالت : من تعني؟

قصائد : العم حمد وزوجته العمة فاطمة

الأم : آه, الآن عرفت من تعني, الله لم يرزقهما بالأبناء يا بُنيتي

قصائد : ولم لم يتزوج عمي حمد حتى يرزق بالأبناء

الأم : ويقهر المرأة التي أحب وتزوج فقط لأنها لا تستطيع من أن تمنحه ما يريد؟ قد أشار عليه الجميع بهذا الأمر, ولكنه رفض من أن يقهرها

قصائد : ألهذه الدرجة يحبها؟!

الأم : أجل

شعرت قصائد بالحزن عليهما, فبرغم حبهما الشديد لبعضهما إلا أنهما لم ينفصلا عن بعضهما البعض مطلقا ولم يسمحا لأي أحد بأن يتدخل في حياتيهما, قررت قصائد من أن تقصد محل الورود في العصر لتشتري وردتين حمراوي اللون وكذلك فعلت, ثم ذهبت بهما لمنزل العمين حمد وفاطمة, وبعد أن طرقت الباب ودخلت بعد أن أذن لها بالدخول رأتهما جالسين على الكنبة يتناولان البوظة في سعادة وكأنهما طفلين صغيرين, اقتربت منهما وألقت التحية وأعطت كل واحد منهما وردة

العم حمد : ما أجمل الورد عندما يأتي من الورد!

العمة فاطمة : هيا اجلسي معنا سأحضر لكِ البوظة حالا

قضت قصائد وقتا ممتعا معهما وكانت تستمع لحديثهما الذي لا يمل أبدا, هي معتادة على الذهاب عندهما وقضاء بعض الوقت معهما ولكنها أول مرة تهديهما وردتين, قررت قصائد من أن تهديهما الوردتين كل يوم لترى سعادتهما هذه التي رأتها في يومها هذا.

وتعود قصائد لمنزلها وغرفتها فتسقي تلك النبتة التي قد وضعتها في إناء فخاري حول النافذة, هي تضعها هناك لتنعم النبتة بأشعة الشمس, تدخل جميلة الصغيرة الغرفة وهي تحمل كتاب الرياضيات في يدها

جميلة بحزن : ساعديني في حل المسائل, لا أفهما

تبتسم قصائد وهي تنظر أختها ثم تقول لها

قصائد : حسنا, سأنتهي من النبتة ثم أبدأ بكِ

وتجلس الصغيرة على السرير تنتظر أختها حتى تفرغ من عملها ثم تأتي لتجلس بجوارها فتحل لها المسائل المستعصية عليها وتقوم بإفهامها جيدا.

مرت الأيام على قصائد وهي ترى كل يوم ذانك العاشقين أو الزوجين فمهما يكن فهي سعيدة لرؤيتهما ولرؤية حبهما, كانت دوما ما تُسرع المشي لتقف هناك أمام المطعم لتنظرهما بسعادة, ولكن ذات يوم رأتهما يتناقشان بحدة, بل كانا يتشاجران ولم تكن تعلم ما سبب شجارهما فهي لم تعتد رؤيتهما على ذاك الحال!

نهضت الحبيبة من على مقعدها وهي تبكي وكانت تخرج من المحل بخطى مسرعة بل وأسرعت وكانت تجري وهي تحاول قطع الشارع فأتت سيارة حمراء اللون لتصدمها وتكمل طريقها دونما أي مبالاة منها بأي شيء, صُدمت قصائد من المنظر الذي رأته ولكن لم تكن تعلم ما تفعل في تلك اللحظة بينما التفتت لخطيبها الذي نهض من جلسته مذهولا وهو ينظرها من خلال بلور المطعم, فأسرع إليها وهو يجري وما إن وقف أمامها هناك إلا ووضع يديه على رأسه وهو ينظرها ممددة هناك دونما حراك, جثي حولها وأخذها وضمها لصدره وهو يبكي بحرقة عليها, الناس كانوا مجتمعون أحدهم يواسيه والآخر يتصل بسيارة الإسعاف أما الثالث فتقدم إليه وطلب منه من أن يصعدها سيارته حتى يقلهما للمستشفى فسيارة الإسعاف ستتأخر كثيرا حتى تصل, صعد الزوج مع زوجته والتي علمت قصائد ما اسمها أخيرا فهو كان يردد باسمها قائلا : “بسمة, بسمة”

صعدت قصائد سيارة تاكسي ولحقت بتلك السيارة التي تقلهما, وما إن وصلوا للمستشفى حتى دخلت قصائد وتبعت خطواتهم, بسمة أدخلت الطوارئ بينما كان هو كالمجنون عليها أما قصائد فجلست على المقعد ترى وتنتظر ماذا سيكون مصير بسمة, أخرجت بسمة من غرفة الطوارئ وذهبوا بها ليدخلوها غرفة العمليات, تبعتهم قصائد وكانت تنظر من بعيد مدى انهيار الزوج المسكين, كان يبكي بل كان ينتحب عليها لأنه يشعر في ذاك الموقف بأنه السبب بما حصل فلولا نقاشهما الحاد وغضبه عليها لما حدث ما حدث, طال انتظار الزوج وكذلك انتظار قصائد, نظرت للساعة التي بيدها فرأت بأنها قد تأخرت للعودة للمنزل, تركت المكان وفي داخلها دعوة كان تدعوا بها الله بأن يشفي بسمة لتعود لزوجها المسكين, هي أكملت سيرها وخرجت من المستشفى وعادت أدراجها للمنزل وأكملت يومها كالمعتاد من دون أن تبين لعائلتها خوفها وقلقها على بسمة.

أما في اليوم التالي فقد قررت قصائد من أن تقصد المستشفى لتطمئن على بسمة, ولكنها لم تكن تعلم في أي غرفة هي الآن؟ ولا تعرف ما يكون اسمها بالكامل حتى تسأل عنها الاستعلامات, ولكنها رأت زوجها وهو يحمل كوب شاي فتبعته بسرعة حتى لا يغيب عن ناظريها وقادها هو بنفسه لغرفة بسمة التي عادت للحياة مجددا, اقترب منها وجلس على المقعد وأخذ بمحادثتها قليلا بينما هي كانت مستمعة له بصمت مع سرور النظر, قصائد كذلك كانت سعيدة لسعادتهما فها قد عادت المياه لمجاريها بينهما, استمعت قصائد لحديث الزوج لزوجته أو الخطيب لخطيبته ولكنها علمت بأنه خطيبها وليس زوجها فقد سمعته يقول لبسمة

“ستشفين وسنتزوج بعدها, لأني لن أسمح لكِ بالهروب مني مطلقا”

ابتسمت بسمة قليلا ثم قالت له : أحبك أيمن

“أيمن” هذا هو اسمه هو إذا, الآن باتت قصائد تعرف كلا اسميهما وباتت تعرف بأن زواجهما قريب, تركتهم قصائد وكلها فرح وسرور لفرحهما وكانت تتمنى من أن يتمم الله عليهما فرحهما وسعادتهما وأن يكونا أجمل عريسين وزوجين, كانت قصائد تتمنى أمنية من الله وهي تخرج بسرورها من المستشفى

قصائد في نفسها : كم أتمنى يا ربي من أن تكرمني برجل يحبني حبا جارفا كهذا الرجل بل وأكثر, كم أتمنى من أن أعيش قصة حب جميلة تكلل بالزواج

كانت تنظر السماء وهي تقول هذه الأمنية وفي خلدها تتمنى بشدة من أن تتحقق.  

لكلٍ منا أمنياته الخاصة التي يطلبها من الله ويتمنى من أن تتحقق, أحيانا ربنا يمنحنا ما نتمنى وأحيانا أخرى لا يحدث, فهو مدبر كل شيء لنا وهو خالقنا ويعلم ما هو يسرنا ويصلح لنا مما هو يضرنا ولا ينفعنا, فسبحانه العالم بكل شيء, ولذلك هو يمنحنا ما يراه خيرا لنا ويبعد عنا ما يراه شرا لنا حتى وإن تعلقنا به, ولكن ماذا عن قصائد؟ هل ستتحقق أمنيتها التي تمنتها يا تُرى أم لا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى