الذهب الأسود في مصر
مهندس سيد عوض | خبير تعدين مصري
رواسب الرمال السوداء المصرية على ساحل البحر المتوسط تحتوى على العديد من الفصائل المعدنية وذلك لأنها مشتقة من صخور نارية ومتحولة.
وهذه الرمال تحتوى على العديد من المعادن الإقتصادية التى تدخل فى العديد من الصناعات من أبرزها معدن الروتيل والإلمينيت والزركون والجارنت بالإضافة إلى معدن المونازيت.
واستغلال هذا النوع من الرمال يوفر على مصر ملايين الدولارات التى تنفقها فى استيراد واحد فقط من تلك المعادن كالزركون الذى يعتبر أحد العناصر الأساسية فى صناعة السيراميك الذى تشتهر بها مصر بالإضافة إلى معادن أخرى أهمها الحديد والجارنت والمونازيت ومعدن التيتانيوم والتى تستخدم فى صناعة هياكل الطائرات والغواصات وقضبان السكك الحديدية وصناعات حيوية أخرى وهذا ما جعل الرمال السوداء يطلق عليها الذهب الأسود.
ورغم أن مصر تملك أكبر احتياطيات من الذهب الأسود أو الرمال السوداء فى العالم إلا أن تلك الصناعة كانت متوقفة منذ زمن بعيد وليس هناك سوى بعض الدراسات النظرية تضاف إليها محاولات غير ناجحة لإقامة مشروع لاستغلال الرمال السوداء فى مصر وفصل المعادن التى توجد فى تلك الرمال للإستفادة منها فى إقامة صناعات ضخمة حيوية.
ولهيئة المواد النووية المصرية الدور الرائد فى ملف الرمال السوداء فى مصر حيث قد قامت برسم خرائط تفصيلية لخامات الرمال السوداء من رشيد حتى العريش وقدرت الاحتياطات المؤكدة فى بعض المواقع بعد حفر الآبار وتحليل آلاف العينات لتقدير المعادن الاقتصادية في تلك الرمال كذلك أنشأت وحدات لإنتاج عينات صناعية من تلك المعادن الاقتصادية. وطبقا لآخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية فإن مصر تعد واحدة من أهم وأغنى الدول التى تتوافر بها الرمال السوداء إذ توجد عند منطقة الرأس السوداء بالقرب من رشيد كما يوجد ما يزيد عن عشرة مواقع أخرى على السواحل الشمالية تنتشر بها تلك الرمال بتركيزات مرتفعة.
ويقدر الإحتياطى الجيولوجى لرواسب الرمال السوداء المصرية بنحو مليار و ١٠٠ مليون متر مكعب من الرمال الجافة تكفى لتشغيل مصنع لاستخراج المعادن الإقتصادية لمدة ١٥٠ عاماً .وقريباً يخرج إلى النور حلم المصريين فى استغلال الرمال السوداء أو الذهب الأسود بأول وأكبر مصنع فى مصر والشرق الأوسط بمحافظة كفر الشيخ المصرية.