رسالة أدبية عن الأدب والموسيقى بين أدباء
عبد الرحمن الصوفي / المغرب
الرسالة الأدبية رقم : 112 / موضوعها : – الأدب الموسيقي / الموسيقى الأدبية——
إلى صديقي الدكتور : ر . م / الجزائر
تحية ود ومحبة واحترام وتقدير لكم صديقي الغالي .
عيدكم مبارك سعيد ، كل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية …
أما بعد : هذه رسالة توضيحية لبعض ماجاء في مداخلتكم ، حول دراستني النقدية التطبيقية / الرواية الجزائرية نموذجا / الأدب الموسيقي / الموسيقى الأدبية / المجلد الثالث / الصفحة 79….
صديقي العزيز :
لا ينكر أحد العلاقة الوطيدة التي تربط الموسيقى مع نظيراتها من الفنون والعلوم المختلفة ، من قبيل المسرح والسينما والرقص والشعر والرواية والطب والرياضيات وغيرها ، ولا ينكر أحد الارتباط بين الإنسان والموسيقى ، إطار ثلاثي يتكون من الإنسان والموسيقي والإبداع المكتوب بكل أنواعه .
الرموز الموسيقية في الرواية عملية تجمل بها واجهة فصولها ، وإقحامها عمل يستفز كتاب السرد والشعراء …في جنس الرواية تكتب الرموز الموسيقية التي يشتغل عليها كاتب الموسيقى ، وهذا العمل يفسح المجال لتصبح الرواية أو العمل الأدبي مقطوعة موسيقية صامتة يمكن عزفها من طرف فرقة موسيقية ، وكذلك يجد القارئ مع الإنتاج الأدبي شريطا موسيقيا يسايره أثناء القراءته من البداية إلى النهاية …يستطيع الملحن أن يستمع إلى قراءة أدبية ولو من داخل ذاته ، يتذوق عملا شعريا أو روائيا أو قصصيا ، ثم يكتب موسيقاه فتكون لحنا لما سمع ، وبعدها تعزفه فرقة أو يعزف بشكل منفرد .
يمكن للمبدع أن بشترك مع الموسيقار والملحن بغية كتابة سمفونيات وتسجيلها على أشرطة تكون مرفقة بالكتاب الذي سيقرؤه المتلقي بموازاة مع السماع .
المتعارف عليه أن الرواية غالبا ما تحول إلى أفلام سينمائية من خلال شخوص وأحداث تغلفها الموسيقى التصويرية ، حسب نوعية الرواية ( سياسة ، اجتماعية ، تاريخية ، رومانسية …) ، موسيقى حية تترجم أحداث الرواية وحبكتها والصراع الذي يدور بين أبطالها وصولا إلى العقدة ثم الحل وتنتهي بالنهاية .
لا يمكن أن يقال كيف يختار الكاتب حروف الرواية أو القصة كأعداد لرموز موسيقية ليخرج سمفونية أوقطعة موسيقية جميلة ، لأن هنالك إمكانية اختزال وضمور الأعداد في الرياضيات ، وخاصة الرياضيات الذهنية . لقد ابتكر بعض الباحثين برنامجا يحول الأعمال الأدبية وخاصة الرواية إلى مقطوعات موسيقية تناسب الرواية ، يحول هذا البرنامج النص الأدبي إلى جزء إيجابي وآخر سلبي من مشاعر الرواية المختلفة ، ليتحول ذلك إلى الابتكار إلى طريقة يسير بها وعليها الكثيرون من الموسيقيين الذين قرروا أن يبدعوا مقطوعات موسيقية بعد أن قرؤوا هم الروايات . وفي هذا الصدد نقدم بعض الامثلة من واقع الرواية في العالم العربي .
– جسد المؤلف الموسيقي (مهاب رمضان ) أحداث رواية (مسيا ) للكاتب ( عمرو الجندي ).
– جسد ( أندو عاطف ) أحداث رواية ( المأوى ) للكاتب ( أمير حسين ) في مقطوعة موسيقية .
– جسد المؤلف الموسيقي (محمد ناصف ) أحداث روايات عديدة في مقطوعات موسيقية متنوعة منها أحداث رواية ( الفاكهة المحرمة ) للكاتبة ( سارة البدوي ) ، ( والفيل الأزرق ) للكاتب أحمد مراد ، وأحداث رواية ( سوف أحكي عنك ) للكاتب ( أحمد مهنى )…
– جسد وليد الشرقاوي أحداث رواية سبع أرواح ) للكاتب محمد عبدالكريم في مقطوعة موسيقية.
– جسد ( أحمد خور رشيد ) أحداث رواية ( يوسف يامريم ) للكاتب ( يامي أحمد )
الأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا …