عودة
الشاعر ماجد الدجاني | فلسطين
وأنا أتيتك حاملا مرح الطفولة في قيود تألم
,وأنا أتيتك حاملا قلبا كسيرا بالجراح مقيدا
ومرارة الأيام تسكن في فمي
فلترحمي مرح الطفولة
أطلقيه إلى فضاء براءة رحب المدى
فطفولتي ضاعت سدى
لن تندمي
وإنا أتيتك حاملا كلم الشباب ونزفه
وجراح أحلام يحققها الزمان
(أقول لو شاب الغراب)
وأنا أتيت في ظلام البؤس والأيام
محض شوارع العمر المغطى بالضباب
مدّي شعاع هواك في طرقات عمري
بددي بشموس حبك كل أنواع الضباب
ولتمسحي عن مقلتي كتل التراب
وإنا أتيتك حاملا نهر الدموع
جري بأحداقي
وبركان تفجر في الضلوع
فخففي عني العذاب
وأنت ترياق العذاب
يا من لفرط تعذبي بغرامها
أحسست وهي بجانبي
أني بقرب النهر ظمآن
وأني رغم آلاف الدروع
ورغم ترس الفكر في الأضلاع
تنغرس الحراب..
وإنا أتيتك حاملا شفتي التي
جفت بصحراء الغرام فبلليها بالرضاب
وإنا أتيتك تائها في دولة العشاق
قوديني إلى روض الهوى
وإنا أتيتك في محيطات الهوى
والموج يقذفني
فكوني أنت بوصلتي ومجدافي وأشرعتي
وقوديني إلى الشط الحنون
وإنا أتيتك راسما بالقلب وجهك
حاملا ذكراك في كف الجفون
يا من سلبت النبض من قلبي وعن جدرانه
أسقطت رسم الساحرات
يا من مددت جذور حبك في شراييني
فأزهر زنبقا فوق العيون
وفي الضلوع تنهدات
يا كل ماض كل يوم عشته
يا كل آت
يا خطوتي والدرب يا كل الرؤى
ومدار كل الأمنيات
من قبر آمالي أتيتك فابعثي
قلبي الرميم من الممات
إطلال إنسان أتيتك فابعثي فيّ الشباب
وفي شراييني الحياة
يا كل آمال الحياة وكل أألحان الحياة
فانا أتيتك ملء قلبي حب قديس
مجوسي لنيران الخدود
فلترجعي مرح الطفولة
جددي فيض الرجولة
وانفثي
برماد جمرات الحياة لا لاتسأمي
هيا انفخي في طين عمري مرة أخرى
وفي جمر الدم
فلعل معجزة الغرام تعيد لي
نبضا ذوى
والروح ترجع للرفات
تقدمي
لا تحجمي