يسيل من بين شفاه الريح

سلمى الزياني | المغرب – فرنسا

منذ وجع أو أقل بآهتين

أخذت تفتش عن نهر

إذ تطل بنور رقتها

يوشم على جيد السماء

قلادة الريح

و قصيدة حبر غزير

و أخبرتْ قلبها:

التراب لن يحترم عبورك الطيني

لن يرضى غرسك عربة في ارضه

لتزلزل حركة التيه

قد يتناثر الغبار

من أبواب السر العميق

و حذرت قلبها:

ستكون الوحيد الذي

يسيل من بين شفاه الريح

الوحيد الذي يساوي نبضه وشوشات الماء

على انخفاض مرتبك

من عمق قعرها،

لتنتشل بنفسج الليل من أشجار النجوم.

ستجبر مخترع الورد

أن يمتثل لقانون رزين

لنغزل للورد

فستانا يمقت الشوك

تخبره أن يرحل إلى وطنه المنفى

كي يغترب

فتغفل عن محطاتنا  قطارات الشجن.

بعيدا..

منذ شجن عابق بالآه

صلبت كفيها

على نسيم خدّيها

فانسكبت جِنانٌ فاتنات

من شقوق أنامل

تهتز الرجفات في حضرتها،

ماذا يكون لو أن هذا التيه

لا يدري عن الدمع إلا رقصة المطر؟

و أخبرت قلبها:

كم أنت أنقى من دمع الورد

أجمل من أرائك القمر

يتبعك الفراش

حين لا ضوء سواك

إذا سرقته العتمة.

فأي غربة يا قلب

تجبرني على العلقم فيك؟

و كم ترى دارت بفصولي الأرض

حتى صار صوتي

مرير النداء؟

و أخبرت قلبها:

وحدك من يمد غصونه لبياضيَ الشاهق

 بدفء فيذوب في المدى نور

يغرق الظلام

يوقد في يدي تسبيحة عشق

فأعود كالأطفال بسمة ندية في مقلتيك.

 

ايونا:04/01/2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى