الخامس عشر مِنْ مارس

المينا علي حسن | العراق

لا أعاني مِنْ شيء 

أنا أعاني مِنْ كُلَّ شيء

مِنْ شدة التفكير 

نسيتُ نفسي على سرير

طردتُ عصفوراً يزقزق 

بخبث مِنْ فوق النافذة 

في السنة الماضية 

بلغت العشرين 

بلغت السن الذي 

يسمح لي بالجلوس 

على أرصفة الحياة 

لا أغادر المنزل كثيراً 

لأنني لا أجيد الحوارات 

الطويلة أنا فقط أكتُب 

أكتُب الجثث التي يُعلن 

عنها مذيعي الأخبار 

أكتُب عن أم فقدت 

ولدها أثناء الحرب 

أكتُب عن حبيبة 

تبتلع حُبها قنبلة 

أكتُب عن نفسي

وعن صعوبة جرّ

جسدي وقدمي 

أكتُب عن خالي الشاعر

وهوَ يصعد إلى منصة الإعدام

مطمئناً لأن الشِعر مَنْ قتله

أمدُّ يدي نحو صدري أخرج 

قلبي أضعه على ملقط الغسيل

تحت لهيب الشمس 

مِنْ أجل إلا يشتعلوا غيرةٍ 

حين تكتب وتغازل بعض 

الفتيات بكلمات التشجيع 

نار الغيرة أشدُ حرقةً 

مِنْ السعير 

الخامس عشر من مارس 

أكملتُ العشرين مِنْ عمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى