نور
جميلة شحادة – الناصرة – فلسطين المحتلة
سأَغزِلُ لكِ رِداءً منْ ضوْءِ القمرْ
يُنيرُ دَربَكِ الى النجومِ لتترُكي أَثرْ
نورُ أَنتِ، وبَهاؤُكِ طاغٍ على المَكانِ
كالثُّريا في السّماءِ، والسُّهيْل عندَ السَّحرْ
تيهي صغيرتي بثوبِ الطَّهارةِ واطْمَحي للعلا
وفيرةُ الحُلمِ والحِلم أنتِ، عديدةُ المزايا كثيرةُ الثَّمرْ
رقيقةٌ أَنتِ كنسمَةِ تُداعبُ خدَّ الورْدِ
كهَمْسِ الغيدِ للبدْر، في ليلٍ حلا فيه السَّمَرْ
دوسي على حَرِّ الثلجِ، وعَتْمِ الدرْبِ وشوْكِ السَفرْ
ولا تَخْشي المَسْلكَ الوَعِرَ، ولا صعوبةَ المَمرْ
عاتيةٌ أنتِ كريحِ كانونٍ تُقاومُ صَلابةَ الحَجَرْ
كزنبقة تَشقُّ الصخْرَ بجنونِ خريفٍ، وما بَذَرْ
تَمسَّكي نورُ بالخُلُقِ الحَسَنِ وحَلِّقي
إلى ما بعدَ حدودِ العمرِ، ولا تَهابي لسْعَ البَشرْ
أَصيلةُ المَنبتِ أنتِ كقلعةٍ شَمخَتْ
بوجْهِ الغاصِبِ والتاريخِ، وما سَطَرْ
وَصِلِي أَواصِرَ العلمِ بالإيمانِ وانثُري
منْ أَصلِكِ الطيِّبِ عبيرَ التسامحِ، وحاربي مَنْ به كَفرْ
وكيفَ لا يا نورُ؟! وأنتِ النورُ والضياءُ
وسبحانَ مَن سوَّاكِ؛ بالحُسْنِ ما اخْتَصَرْ