معزوفة عشوائية التراتيل

رضى كنزاوي | المغرب

عندما أعود للكتابة بعد انقطاع طويل أقذف القصيدة الأولى بسرعة..

 حتى الكلمات الدخيلة أو الهامشية لا أستطيع احتجازها بين قوسين..

عندما كنت صغيرا كانت أمي تلح على أن تزرر ياقة قميصي بأناملها الصفراء ..لم أدرك إلا في ما بعد أنها كانت تمهدني على الانتحار شنقا..

ألفت أن أنام على صوت احتكاك عبوة غاز فوق رأسي لأنه ليس في مقدور جارنا أن يشتري لعبة لطفله..

ليتني إله أعري ما تضمره التنانير بتسخير من الرياح

رسالة وداع على باب ثلاجة:

“أمي لو أصريت على إبقائي خارج هذه الحياة كما تصرين دائما على غسل قدمي قبل الدخول البيت ا”.

لم أتذوق طعم الفرح في حياتي أبدا إنه أغلى من السمك و راتبي الشهري لا يتعدى الحد الأدنى ..

هناك أمهات في الجحيم يفركن بماء جافيل

خطايا أبنائهم على صحف الملائكة…..

لكن ماذا لو كانت ذنوبي من مداد؟

حتى لو ذاب القطب الشمالي والجنوبي

وطفحت المحيطات لتغطي كامل البر

ظل نهد امرأة منتعظ من تفلة تبغ على شفاه شاعر يائس…

صوت الحزن طنين ذبابة يحتجزها طفل في علبة ثقاب…

بلغت من الفشل والأهمال الحد الذي لن أتورع فيه عن كتابة قصيدة ركيكة  وأوقعها باسم شاعر كبير ليصفق العالم لي…

لماذا تستمر المصابيح في الاشتعال بعد شنقها ؟…

عندما ينبرى بريق أمل لا أصدق ما أرى لذلك أنزع عيني وأقذفه بها …

الكبت حاسة الجياع السادسة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى