لَقَدْ عِشْتُ فَرْداً وَاتِّكاءً عَلى الذِّكْرى
عبد الصمد الصغير | المغرب
قد كانت عادة الشعراء العرب النظم على ضرب مقبوضة في البحر الطويل مفاعلن عوض مفاعيلن لما فيها من تيسير لقفل الجملة الشعرية وأشارة بالانتقال إلى أخرى.. بيد أنني استعذبتها تامة (مفاعيلن) في الروي الممدود بحرف علة.. وهذا الأمر لا يخالف العروض بأية حال ما دام أصل التفعيلات كلها التمام لا القبض.
لَقَدْ مَلَّـكُـمْ وَجْـهُ الْقِـنـاعِ الَّذي اسْـتَشْرَى
وَقَـدْ صادَكُـمْ طَـمّاعُـكُـمْ.. جَـرَّكُـمْ جَـرَّا
|||
لِـــمـاذا تَـرَكْـــتُـمْ كُــلَّ فَــرْعٍ بِــلا أَصْــلٍ
لِـماذا تَـرَكْــتُـمْ صْـبْـحَـنا يَـنْــبَـري عَـصْـرا
|||
فَـمـا بَـيْـنَـنـا لا يَـسْـتَــحِـقُّ الَّـذي يَــجْـري
وَ مــا نَــدَّعـي غَــيْـبٌ.. وَ رَبِّــي بِـهِ أَدْرَى
|||
لَقَـدْ صـارَ شِـعْـري غـاضِـباً يَـشْـتَكي ظُـلْـماّ
وَ قَدْ عِشْتُ جِـذْراً ، وَاتِّـكـاءً عَـلَى الذِّكْـرَى
|||
أَرى كَـيْـفَ لَـوَّثْـتُـمْ مَــشـاعِــرَكُـمْ حِــقْـداً
أَلَا فَـارْضِـعُـوا فـي أُمِّكُـمْ وَ اتْـرُكُـوا أُخْـرّى
|||
وَما هَـمَّـكُمْ شَـيْءٌ سِوى قَـطْفِـكُـمْ زَهْـراً
وَعَــزْمٌ لَكُـمْ لَثْـمـاً عَـلى وَجْـنَةِ الـصَّحْـرَا
|||
أَيــا زُمْـــرَة الــذُّلَّ الَّــتـي تَــدَّعـي قَــدْراً
أَلا إِنَّـكُـمْ لَنْ تَـسْـتَـطيـعُوا مَعـي شِعْـرَا
|||
أَيـا عُـصْـبَـةَ اللَّـيْـلِ الَّـتـي تَـشْـتَـري بَـعْـضاً
أَرى أَنَّـكُمْ لَـنْ تَـسْـتَـفـيـقُـوا مَـعي فَـجْـرَا
|||
أَرى ضـادَنــا يَــأْسَـى عَـلـى نـاكِـرٍ أَصْـلاً
وَ يَـبْكي عَـلـى نَـوْعٍ أَصيـلٍ.. غَـدا عَـشْـرَا
|||
أَراكُــمْ صُـنُــوفـاً مِـنْ ذِئــــابٍ بِـلا نَــابٍ
أَراكُمْ خَـراباً فـي ضَـمـيـرٍ.. وَ قَدْ خَــرّا
|||
أَرى الْـمَـهْـزَلاتِ الْيَـوْمَ فَخْـرَ الَّـذي يُـشْقي
أَرى أَسَـفِـي.. أرَى شَريـطـاً وَ مـا مَـرّا
|||
أَيــا حُـبَّـنا.. يَـبْـقـي وَحـيـداً فَـلا يَـنْـمُو
وَيــا وَيْحَـنا!.. ضَـعْـفاً مَـليـئـاً بِـما عَرَّى
|||
أَيـا مَـنْ تَبـيـعُ الْيَـوْمَ مَجْدَ الَّـذي ضَـحّى
بِـقَـهْرٍ.. وَ ذُلٍّ مْـسْـتَـريـحٍ عَـلـى أَسْرَى
|||
أَتى مَنْ يُـريدُ الشَّـمْـلَ جَـمْـعاً بِـلا شَرْطٍ
وَلا بِـدْعَــةٍ.. أَوْ عِـشْــرَةٍ تَـنْـتَـهِـي غَدْرا
|||
بَـدا مَـنْ يُـذيـبُ الـشَّـمْــعَ لَـيْـلاً إِلى صُبْـحٍ
غَـريبـاً.. كَـأَنْ قَـدْ جـاءَ مِـنْ مِـلَّـةٍ أُخْــرَى
|||
لَقَـدْ غَـرَّكُـمْ وَهْـمٌ طَـمُــوحٌ.. وَمَـشْـرُوعٌ
نَـمــا مِـنْ فَــراغٍ مُـثْـقَـلٍ.. وَهْمَـهُ جَــرَّا
|||
وَمِـنْ دافِـقِ الْمـاءِ اسْتَـوى شَكْلُهُ يَمْـشي
وَلـكِـنَّـهُ.. خــاضَ الـدُّنـــا مُـبْـحِــراً بَــرَّا
|||
وَمِـنْ وَثْـبَـةِ الـرُّوحِ ارْتَـمى راحِـلٌ يَـشْـقى
وَفي رَمْشَةِ الْعَـيْنِ اغْتَوى وَانْقَضى عُمْرَا
|||
نَصِيـبي هِـجاكُمْ.. كَيْ أَراني عَلى شِعْـرٍ
وَلِـيّـاً وَسُـلْـطــانـاً جَـديــداً مِـنَ الْأُخْـرَى
|||
بَليغـاً فَـصيـحاً صـادِقاً لا يُخـالِـطُهُ غَـيْـرٌ
وَلا وَهْـمَ في خَـيالِـهِ.. نـاسِــخٌ فِـكْــرَا
|||
فَسِـرْ واثِـقـاً مُسْـتَـوْثِـقاً مُمْـسِكاً نَـفْساً
تَـمُـتْ غانِـماً أَوْمُـقْـبِـلاً حـامِـلاً بُشٔــرَى