سوالف حريم.. قلب الأم (قصة قصيرة)
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
يتسامر أفراد الأسرة هانئين فرحين، أرسلت الأمّ عبد الرحمن البكر لشراء علبة حليب من البقالة القريبة التي لا تبعد أكثر من مائتي متر.
لعلع صوت بضع رصاصات، قالت بعفوية تامة: يا ساتر. دون أن تعلم أنّهم يصطادون ابنها.
واصلت تحضير وجبة العشاء لأطفالها، ظهر على شاشة التلفاز خبر عاجل يفيد بإصابة فتى في حيّها، لم يخطر ببالها أن المقصود هو فلذة كبدها، فعادت تقول: اللهم احفظ أطفال الناس كافة.
لكن الخبر المفجع وصلها سريعا من الجيران المتطفلين، وجمت دون حراك، كأنها أصيبت بالشلل، عاد التلفاز يقول بأن الإصابة طفيفة وأنه لا خطر على الفتي، استعادت قواها وقالت: أريد ولدي.
لم يسمحوا لها بزيارته، بعد أن أخضعوها لتحقيق قاس لا رحمة فيه.
بعد خمسة أيّام جاءها الخبر الكارثي من إحدى جاراتها التي دخلت إليها مفزوعة تقول: البقية بحياتك عبد توفاه الله.
صعقها الخبر الكارثي المفاجئ، فلطمت خدّيها، وقدّت ثوبها ودخلت في غيبوبة مؤقتة.
عندما أفاقت من غيبوبتها زادت المعزّيات حزنها أحزانا أخرى.