أدب

سأتـخـلص منكم دفعة واحدة فانتظروا على الرصيف المقابل

مدخل غير شعري لوثيقة غير شرعية

 مختار عيسى | القاهرة

لم يكن غير تصريح..
عابر ..
لامرأة ..
عابرة
أجبرني عليه المراسل الوقح ،
وهو يشير في إشفاق ..
إلى شفتي المثقوبة ،
وأنفي المنتصب ..
كزنجي مارق !
سنجلس الآن لاحتساء الهزيمة ؛
فرحين بخديعة الجموع ..
التي احتشدت لتحيتنا
مزهوة بزيها الوطني ،
وعمائمها المحكمة !

ثقوا أيها البلهاء
أن التي رقدت ،
ولا تزال ..
في صندوق بهجتي ..
طلقة طائشة ..
مجرد طلقة..
من مدفع صديق !
والرجل الذي يتوارى ـ في حياء ـ
في سترتي العسكرية
أهمل ـ بالتأكيد ـ
حفظ الشيفرة
وقفز ـ دون تمهيد لازم ـ
على إرشادات المخرج !

وهذه الليلة
(ليلتي )
رغم أنف المذيعة الحمقى
التي تصر منذ سنين
على تجاهلي
هذه الليلة
سأشعلُ الحديقة ..
بأنباء كاذبة
تصلحُ لحديث السهرة
وثقة في غبائكم المقدس
سأحدثكم دون رموز ،
أو هوامش جانبية
عن آلهة الأولمب الذين صرعتهم ،
وعن الوحوش الملونة..
التي أرسلتها إلى أحبتي ..
في أعيادهم الدولية
أكلتُ الهواء محشوا بالرصاص ،
وشربتُ دجلة في زجاجة ” البيبسي “
ضاجعتُ ألف امرأة ..
في حلقة واحدة ،
وأنجبتُ حرسا وطنيا ..
ذا شوارب
تصلحُ لجر دبابة أميركية ..
من خاصرتها إلى المقهى
لكني الآن
وفي هذه الليلة
ـ ليلتي ـ
رغم أنف المذيعة التي تجاهلتني
أعلنُ البراءة ..
من اللعب بالسياسة،
وتدخين الشعر في غيبة الشرطة !
والمرأة التي شاركتني البكاء..
على قبر أبي ..
قبضتْ مهرها مرتين
ـ دون شهود ـ
سأرتدي جثتي الإسمنتية
وفي منتصف الميدان ..
تماما
ـ حيث تخلع الشمس
ثيابها الداخلية ـ
سأقف عاريا
إلا من ” كابي ” العسكري
مشيرا بإصبعي المبتور ..
إلى السيارات التي ..
توقفت لتحيتي
أن تكف عن إثارة الغبار ..
فوق رأسي ..
التي كللتها الجماهير
ـ الطيبة ـ
بالدعاء
وحتما ستمرون بي..
كل صباح ؛
تؤدون التحية العسكرية
ـ في خشوع ـ
وتتغامزون فيما بينكم
” كنا نعلم ”
ثقوا أنكم لا تعلمون ،
وأنا أيضا لم أكن أعلم
لكنني سأظل هنا
وحدي
أيها الجهلاء
أقيم المتاريس
بيني وهذه المرأة ؛
هي الوحيدة التي تكشف الغطاء ..
عن ركبتي المشوهة !
هي الوحيدة التي تعرف أسماء جندي ،
وتستقبل عرقي ـ دون تأفف ـ
حين أخلو إلى هزيمتي ..
بعد محاورة ديمقراطية..
مع صديق أبله !
سأظل ألوح لكم
براية النصر !

ويوما ما ..
سأعلق “دجلة”
ـ هذا الذي يتوعدني بالشكاية ـ
من ساقيه..
لليال ٍ عشر..
قبل أن أضعه في التابوت .
على جنبه الأيمن ،
وسط الحوقلات !
لهُ مالكم
وعليه ما عليكم ؛
كيف استراح إلى صورته في الصحيفة
وهو يقبّلُ جبهتي
في عيد الهزيمة ؟!

أنا جثة الرمل
ورمل الجثث
تكشف الأرض سوءتي للعابرين ،
ولا أبالي !
وكلما مرّ بي ..
” طابور من المعزين ”
ضحكتْ من ” دجلة ” الأبله ..
فرقتي الموسيقية ؛
كيف لم يحفظ النشيد
وأنا الذي دفنتُه معه
منذ خانني الماء
فخنت الحسين
للمرة الثالثة ؟!
سأبصق على وجوهكم جميعا ؛
كيف مرتْ الريح من جيوبكم
ولم توقظوني ؟
سأتخلص منكم ..
دفعة واحدة
أيها الأغبياء
فانتظروني على الرصيف المقابل !

أبريل 2003م
من ديوان ” أصفق للملائكة دون تحفظ ” 2004 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى