حقيقة الإدعاءات عن خطورة الكمامات
أ.د. فيصل رضوان | أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية الطبية والسموم بالوكالة الأمريكية للمحيطات والأجواء
ربما يزعم البعض انتهاء خطر الكورونا – حسنًا، ذلك لأن أغلب الناس إلتزمت بالتباعد الإجتماعى وكانوا يرتدون الكمامات طول الوقت. لذا توقف إنتشار العدوى تدريجياً. الآن بعد أن إنخفضت الأرقام ، لا يمكننا التوقف عن إرتدائها، وإلا سترتفع الأرقام مرة أخرى وسيتعين علينا البدء من نقطة الصفر.
اذا كنّا نشكوا من حرارة الجو ورطوبته، أو عدم الراحة لارتداء الكمامة، أو إن البعض منا لا يستطيع التنفس لأن الكمامة على فمه، فعلينا أن نتذكر أن الأطباء يرتدونها لساعات متتالية أثناء إجراء العمليات الجراحية لمرضاهم. لعلنا نتذكر أيضا أن ألافاً آخرين يموتون ، حين يمكن لنا المساعدة في عودة الحياة الى طبيعتها.
هناك الكثير من الإدعاءات الآخرى المضللة حول المخاطر الصحية لأقنعة الوجه والتي يتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الميديا حول العالم.
الإدعاء الأول: الكمامة تقلل الأكسجين
هذا من أكثر الادعاءات شيوعًا حيث تقول أن استخدام الكمامة قد يحد من كمية الأكسجين التي تدخل الجسم.
مما قد يؤدي إلى الموت. هذا إدعاء كاذب.
حيث أن المواد المصنوع منها قناع الوجه بأنواعه، مواد قياسية وقابلة للتنفس خلالها ولن تمنع تنفسك. الجراحون يعملون لساعات وهم يرتدونها. بينما ضيق التنفس هو علامة مرضية أخرى نتيجة لأمراض جهاز التنفس مثل الربو، قد تدل الى أن جسمك محروم من الأكسجين حتى مع عدم وجود كمامة- والمعروف باسم نقص الأكسجة “hypoxia”.
وتوصى منظمة الصحة العالمية بالآتي: “إن إستخدام الكمامات الطبية لفترة كبيرة— عند ارتدائها بشكل صحيح، لا يسبب تسممًا بثاني أكسيد الكربون ولا نقصًا في الأكسجين”. وأثناء ارتداء الكمامة ، تأكد من وضعها بشكل صحيح وأنها مناسبة لك، وبما يكفي للسماح بالتنفس بشكل طبيعي. ويجب أن لا تعيد استخدام الكمامة لفترات طويلة، وقم دائمًا بتغييرها بمجرد أن تصبح رطبة؛ حيث تفقد قابلية التنفس خلالها.
الإدعاء الثانى: التسمم بغاز ثاني أكسيد الكربون
يدعى البعض دون أدنى دليل بحثى أن ارتداء الكمامة يؤدي إلى “إعادة تنفس ثاني أكسيد الكربون الموجود بهواء الزفير”.
لا يحدث هذا، ببساطة، لأن جزيئات ثاني أكسيد الكربون صغيرة جدًا – أصغر بكثير من القطرات التي تحتوي على فيروس كورونا الذي تم تصميم الأقنعة لإيقافه من الدخول. لذا من غير المعقول أن يتم احتجاز ثان اكسد الكربون بواسطة فلتر الكمامة ، ومن غير المحتمل أن يتراكم إلى الحد الذي يسبب مشاكل صحية. حيث يرتدي الأطباء أغطية وجه ثقيلة طوال اليوم دون التعرض للأذى.
وتقول منظمة الصحة العالمية (WHO) إنه يجب ارتداء أغطية الوجه لتوفير “حاجز ضد القطيرات المعدية المحملة بالفيروس”، وخصوصًا في المناطق التي “لا يمكن فيها التباعد الجسدي عن متر واحد على الأقل”.
وإذا كان من الواجب على المصاب أن يرتدى الكمامة بشكل دائم، فإن غير المصابين لا يجب عليهم المبالغة فى إرتداء الكمامة اذا توفرت عوامل التباعد عن الغير، أو الهواء الطلق—مع المحافظة على نظافة الأيادي وعدم ملامسة الحوائط والاشياء دون داعى. ربما تكون مشاركة الأسطح “surface” اكبر خطراً من مشاركة المكان “space” فى نقل العدوى.
الإدعاء الثالث: الأقنعة تضر بجهاز المناعة
من بين المزاعم غير الصحيحة، أن الأقنعة يمكن أن “تثبط” جهاز المناعة في الجسم ، مما يجعله عرضة للعدوى. لكن لم يتم شرح كيف ولماذا؟ على النقيض تماما فقد تمنع الكمامات دخول الجراثيم إلى فمك أو أنفك حتى لا يضطر جهازك المناعي إلى التدخل.
ونكرر مرة أخرى إلى أهمية إرتداء الكمامات بالشكل الصحيح، ووأهمية عدم المبالغة فى إرتدائها اذا كان هناك تباعد كبير، أو إذا كانت رطبة ومستهلكة، وقد أصبحت غير منفذة نتيجة لتراكم الاتربة بها.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك من الأفراد لا يُنصح لهم بوضع كمامات لخطورة ذلك؛ مثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، و الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي وصعوبة التنفس، وكذلك تجنب إرتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة والتدريب الشاق.
وأخيرا أنهى المقال بتأكيد الدكتور Robert Redfield مدير مركز السيطرة على الأمراض CDC، وهو الطبيب ذو الخبرة الكبيرة فى الصحة العامة والأمراض المعدية أثناء إستجوابه بالكونجرس أن: “أقنعة الوجه هذه هي أهم وأقوى أداة للصحة العامة لدينا للسيطرة على الوباء”. وأستمر قائلا: “ إن قناع الوجه هذا مضمون بشكل أكبر لحمايتي من مرض كوفيد-١٩، مقارنةً بأخذ اللقاح. لأن المناعة قد تكون قليلة إذا لم تحدث استجابة مناعية كافية، لذا فإن اللقاح لن يحميني. بينما قناع الوجه يفعل ذلك تماما ً.”