الفراشة الشقية
جميلة شحادة | فلسطين
كلَّ ليلةٍ؛ تَزورُني تِلكَ الفراشةُ الشقيَّة
تحومُ حولَ أحزاني، بأَلوانها البهيَّة
تقفزُ؛ تَرْقُصُ؛ تُحلِّق بمُنتهى الحُريَّة
ترقصُ أمامَ غُربَتي؛ رقصةً صوفيَّة
تزِفُّ أَحزاني على وقع مزاميرٍ، وأَدعيةٍ سخيَّة
تَحكي حِكايةَ إيزيسَ وعشتار وأَساطير نصرٍ وهْمية
//
كُفّي أَيتُّها الفراشةُ الشقيةُ الجنيةُ الغبيَّة
اهدأي
تعاليْ واغفي في حِضنِ سوسنةٍ نديَّة
أَوِ اخرجي الى الفضاءِ منْ نافذةِ آلامي السرْمديَّة
لا تقْربي نارَ غُربتِي
لا تَخسري نضارَةَ لونِكِ
لا تراوديني عنْ أَحزاني وأَوجاعي بقصةٍ قدرية
فأحزاني تَغذَّتْ منْ أَوراقٍ خاسرةٍ
وخيباتٍ غنيَّة
وشبعت من غُربَةٍ تَسكنُ في الرُّوحِ
عتيقة كما البشريَّة
لا تَلينُ برقصٍ
ولا تنتشي بغناءِ
ولا بتراتيلٍ شَجيَّة
//
حَكايا سَفَري يا فراشتي، قرْعُ طبولٍ في معاركَ المغولِ
لا قصصَ فينوسَ ودَيَانا وريَّا+ الرومانيَّة
فلا تغْضَبي فراشَتي إنْ أَقْصيتُكِ
فما أَشجاني تُفرحُكِ
ولا أخباري هنيَّة
ولا النهار يُدرِكُني
ولا أَحلامي ورديَّة
ولا تَعْجَبي مِنْ حُلْكةِ ليلِ.. مَنْ ليسَتْ لها هويَّة.