سوالف حريم.. لا يقرأون
حلوة زحايكة | لقدس العربية المحتلة
بالأمس كتبت امرأة فاضلة تترحم على والدها الذي اختطفه الموت قبل بضعة أشهر، ونشرت ما كتبته مرفقا بصورة والدها على صفحتها في “الفيس بوك” وانهالت على موضوعها -الذي هو عبارة عن جملة واحدة هي “الله يرحمك يا أبي”-
فانهالت إشارات الاعجاب، والحزن، والتعليقات التي تدعو بالرحمة للفقيد، وما لفت انتباهي هو تعليقان جاء في أحدهما: “ربنا يحفظه ويخليه سند لك”! وجاء في الثاني:” حفظه الله وأدامه”. مع إشارة “الحبّ” من كل منهما، فتأكدت أنّ الرجلين لم يقرأ كل منهما الموضوع، وأنّ الدعاء بحفظ الوالد وابنته، وإشارة الحبّ ما هي إلا مجاملة فارغة للبنت الشابة، وهذا ذكرني بما كان يهتفه بعض شبابنا في جنازات الشهداء ويردّدون: “بالروح يالدم نفديك يا شهيد”! كما تأكّدت بأنّ جزءا لا بأس من “الفيسبوكيين” لا يقرأون، وإن قرأوا لا يفهمون، وإن فهموا لا يتّعظون.