النوم يفتح النار على الحشود
فتحي المهذب / تونس
لم ينج أحد من عضة الفهد تلك الليلة.
النسر الذي إلتهم إوزة التفكير.
العجوز الذي يطارده سرير الإنعاش .
الغراب الذي شيع الجنازة بالموسيقى.
القطة التي من قماش رديء.
الثعبان الذي دسه الأصدقاء في زريبة قلبي.
طائر الكناري الذي نجا بأعجوبة
من سهم الهندي الأحمر.
المومسة التي أفرغت جيوبي من البركات والفواكه.
أمي التي ركلها قطار مريض
في إصطبل الهامش.
الأحدب قارع الأجراس في المبنى المهجور.
الموتى ذوو الأقمصة المهترئة.
الذين يمارسون فن اليوغا تحت السخام.
القبطان صاحب العين اليتيمة
والقبعة السوداء.
الشحاذ ذو اليد الطويلة مثل عكازة البابا.
الياسمينة التي ضيعت مصابيحها
في الشتات .
ها هو الفهد الهارب من سافانا الميتافيزيق.
يتسلق شجر قاماتنا المأهولة بالزيزان.
ويعضنا بمنتهى المكر والعذوبة.
النوم الذى يهبنا الأجنحة الزرقاء.
مكانا آمنا لزرافة اللاوعي .
حزمة مفاتيح لاكتشاف النهر الأعظم.
وسحب القوارب من حديقة الأسلاف.
ما أروع عضة النوم.
والقمر نورس سكران
يحلق فوق ينابيع رأسي.