خيار الغربة
عبد الغني المخلافي | اليمن
لا خيار في الوطن المهدم غير الغربة.
الرحلة شاقة ومرهقة للبدن والحواس
في محافظات متباعدة ومحطات لم نألفها من قبل.
بين “تعز” و” عدن” صارت المسافة ليلة كاملة .
بعد المغيب انطلقنا
وسط الحرب والظلام والطرق المرتفعة.
عند الفجر رسينا في قلب “عدن” .
أكثر من مرة شارفنا على النهاية المحتومة
لولا رعاية القدر المتبصرة بنا .
صدمنا بهيئة “عدن” الرثة ووجهها المتغضن .
رغم حالتنا المشوشة بمهام تستوجب السرعة وكسب الوقت .
لا يمكننا إلى الجنة المقصودة النفاذ دون الإجراءات المشروطة .
في طريقنا إلى المنفذ عبرنا . أكثر من سلطة.كلٌ في صدر الآخر يشهر بندقيته .
خمسون راكبًا يحدوهم الخوف من عدم الوصول . على متن ” الباص” كلٌ يتمنى
لو يمتلك أجنحة.
عند اليوم الرابع .أمام بوابة المغادرة الأخيرة وصلنا. أرتال من البشر. نحو الاغتراب. صار الفرار مبتغى كل يمني.
مررنا بنجاح في الزمن المحدود على الصراط .
مازال جسدي من الوقوف وحمل الحقائب والزحف منهكًا حتى اللحظة .
لم أسترجع نشاطي و صفائي .
مصطخبٌ بالكثير من التفاصيل.
وسط الغبار والتبعثر الهائل لا شك أن هناك ما هو جميل.