مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَل؟! (15)

عبد الصمد الصغير. تطوان | المغرب

اَلْوَقْتُ يَمْشي بِنا رَقْماً  عَلى وَرَقٍ
وَ الْعُمْرُ   ماضٍ  يَعُدُّنا   وَ يَخْتَزِلُ

نَصُّ   السَّلامِ أُرادَ  الْقُدْسَ هَيْكَلاً
وَ بِلالَنا   حاوِياً    وَ   راقِصاً   يَمِلُ

أَهْمَلْتُني كَيْ أَرُدَّ  الْأَرْضَ لي وَسَما
أَوْقَفْتَني وَتَرَكْتَ  الْخَلْقَ   يُسْتَحَلُ

هَبَّ  النَّسيمُ   إِلَيْنا وَهْوَ  مُنْزَعِجٌ
عَديمَ   لَوْنٍ فَلا   ريحٌ   وَ  لا  عِلَلُ

لَوْلا   الظُّنونُ وَ أَوْهامُ  الْعِبادِ  لَما
قَدْ كانَ راسِمُ سِلْمٍ فيكَ  يَشْتَكِلُ

أَتَيْتَ  مِنْ  رَسَنٍ وَ لَمْ  تَدَعْ   فَنَناً
وَ  عِثْتَ في  بَلَدٍ  تَشي وَ  تَعْتَمِِلُ

أَتَيْتَ في زَمَنٍ يَمْشي  عَلى عَجَلٍ
وَصِحْتَ في أُمَمٍ: قُومُوا أَوِ ارْتَحِلُوا

تِهْْنا كَحَمْقى عَلى أَرْض بِلا هَدَفٍ
صِرْنا الْهُراءَ الَّذي يَسْتَحْيِهِ الرَّجُلُ

هَيَّا اسْتَحُوا مِنْ صِفاتِكُمْ إِذا فُقِدَتْ
وُجوهُكُمْ سَقَطَتْ  قِناعُها  الْبَدَلُ

حُكْمُ  اللِّئامِ   نَفاذٌ في  الْكِرامِ  بِمَنْ
جاؤُوا وَما عِنْدَهُمْ غَيْرُ  الدِّما تَسِلُ

فَلا    تَهُمَّنَنا    غَوْغاؤُكُمْ    وَ   يَدٌ
تَلَوَّثَتْ   بِدَمٍ  مِنْ    قُوتِنا    تَعِلُ

رُميتَ  لِلنَّهْبِ في الْمَعْنى لِتَجْعَلَنَا
مَعْنىً  يَصيرُ   إِلَيْهِ الطّالِحُ   النَّزِلُ

تَرْمي  فَيَأْتي   إِلَيْكَ الْهَبُّ مُنْدَفِعاً
عِنْدَ   اشْتِهاءٍ لِما  قَدْ  عَفَّهُ  الْوَعِلُ

وَقْتُ انْبِلاجِ  السَّما قَدْ باتَ مُقْتَرِباً
كُلُّ   امْتِهالٍ   لَنا  يَدْنو  وَ يَقْتَلِلُ

اِسْتَمْسَكَ   الرّأْيَ  فَرْدٌ  رَأْيُهُ   لَزِمٌ
وَ اسْتَوْقَفَ الْحْلْمَ طاغٍ ما لَهُ سَئِلُ

تَساءَلَتْ في الْجَدْوى أََحْلامُنا تَعَباً
فَأَيْنَعَتْ في النُّهى أَهْدافُنا   الْحِوَلُ

كَأَنَّنا    حِينَما   جِئْنا  الدُّنا هَرِمَتْ
وَ  قَدْ  تَأَذَّتْ بِنا وَساءَها   الْجَدَلُ

في  كُلِّ يَوْمٍ  مِنَ  الْبَلْوى لَنا  خَبَرٌ
فَيَزْدَري    قِيَماً   ديناً    فَيَهْتَزِلُ

في  كُلِّ لَيلٍ  إِلى الرُّؤْيا بِلا  حُجُبٍ
تَعْبيرُ  حُلْمِها حَبيبُ اللهِ وَالرُّسُلُ

رَأْيٌ  لَنا  كانَ يَمْشي  في  مُجادَلَةٍ
عِلْماً  مَناهِلُهُ    الْأَحْكامُ  وُ  الْعِلَلُ

قُمْ  يا  أَبي دُلَّني   إِلى  طَرِيقِ   غَدٍ
قُلْ هَلْ عَفا مْنْ دَعا في عَفْوِهِ الْأَمَلُ

كُنْ ها  هُنا  داعِياً  فينا  وَ مُرْتَجِعاً
لكُلِّ  خَطْوٍ  مَشى  فِي  إِثْرِهِ الْحِوَلُ

يا   أُمَّتي  حافِظِي   أَشْكالَنا  عَرَباً
هَيّا  ارْجِعي نَفَسا ً يَغْلي  وَ يَنْفَعِلُ

دُنْيا   قَصيرٌ  مُقامُها مَضَتْ  بِوَرىً
وَنَحْنُ  ما  بانَ  في  ظُهْرانِنا  الرَّجُلُ

يا  أُمَّةً راهَنَتْ   عَلى   هَجينِ   دَمٍ
نَبْضاً   يُعانِي  لِأَمْرِ   النَّفْسِ يَمْتَثِلُ

يا لَوْعَتي كابِرِي الدَّمْعَ الَّذي سَكَني 
أَلا  اهْدَئِي  وَ اهْمَدِي  جُثَّةً  وَ  تَنْحَلِلُ

أَتَيْتِ مِنْ  هَبَّةٍ كَالرّيحِ دونَ  حِمَى
غَيْرَ     الْهَواءِ   بِأَوْهامٍ     سَيَنْتَقِلُ

أَقَمْتِ في خاطِري وَدَمي كَما وَسَني
بَلْوَى   يُحَلِّقُ    مِنْها    طائِرٌ    زَجِلُ

وَ صِرْتُ في عُهْدَةٍ  فَلا انْصِرامَ لَها
قَلْبي    يَراها رِضاءَ   اللهِ تَسْتَقِلُ

وَثيقَةٌ   عِنْدَكُمْ  عَنْ بُؤْسِنا كَتَبَتْ
وَ دَعْوَةٌ    عِنْدَنا  مِنْ    رَبِّنا  تَعِلُ

أُلْقي   عَنائي  عَلى  رِجالِكُمْ  أَمَلاً
في   بُقْعَةٍ سُحِبَتْ مِحْراثُها عَطِلُ

زورٌ  أَبَى   أَن يَرُدَّ   لِلْهَوَى   قِطَعاً
مَنْهوبَةً  يَشْتَري   بِها   وَ  يَبْتَدِلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى