” وجه آخر ” رواية بوليسية تتسم بالغموض

ديمة جمعة السمان | فلسطين
رواية “وجه آخر” هي باكورة العمل الأدبي للكاتبة الواعدة بدرية رجبي، رواية بوليسية تتسم بالغموض والمفاجآت، صدرت عام 2019 عن دار الياحور للنشر والتوزيع المقدسية، تقع في 312 صفحة من القطع المتوسط.


ذيلت الكاتبة في آخر صفحة في روايتها بمعلومة أعطتها للقارىء، بعد أن حمدت الله تعالى في نهاية الصفحة كتبت: من (2015/2018). وهذا يعني أن زمن كتابة الرواية استغرق معها حوالي أربع سنوات، وهذا ليس بالوقت القليل، من المؤكد أنه خلال هذه الفترة اكتسبت الكاتبة العديد من المعلومات والتجارب والخبرات المتنوعة، فانتقلت من مرحلة إلى أخرى، أعلى من النضج، على شتى المستويات، وبذلت جهودا حتى وصلت إلى درجة من الرضا؛ لتطلق الرواية، تقدمها للقارىء بثقة، مع التأكيد على أن القلق لا يغادر الكاتب حتى آخر لحظة قبل دفعها إلى المطبعة، حتى لو لم يكن إصداره الأول.

قرأتُ الرواية بتمعن، فوجئت بهذا النفس الطويل الذي تمتلكه الكاتبة، وأعجبت بقدرتها على ربط الأحداث ومد الخيوط وربطها مع بعضها البعض بأسلوب شيق؛ لتخرج حبكة روائية متقنة.
تداخلت الأحداث، وتعددت الشّخوص، منها الأساسية ومنها التي مرّت مرّ الكرام لتخدم هدفا يخدم الحبكة الروائية. كانت تقدم ما تريد من أحداث، وتؤخر أحداثا أخرى؛ لتزيد من عنصر التشويق، فتعلن عنها بالوقت المناسب، وهنا تزيد من دهشة القارىء وانفعاله بالأحداث المفاجئة، التي كانت تتأرجح بين الواقع والخيال بأسلوب محبب جميل.
رسمت الشخوص بأسلوب متقن، وتفننت بالحوار؛ لتعرّف القارىء على طبيعة شخوص الرّواية بشكل أعمق.
لفت نظري عنوان الرواية (وجهٌ آخر) الذي يحمل في طياته فلسفة ال حياة ، فأين الحقيقة وأين الخيال؟ وقد تجد في الحقيقة خيالا أكثر من الخيال، ولكل شيء في هذا الكون وجه آخر، قد نرى الوجه الجميل ونغفل عن القبيح، وقد نرى القبيح ونغفل عن الجميل، هنا يلعب (الإدراك) دوره، وهنا نعي أهمية ( الإدراك) في جميع شؤون حياتنا. دونه نرى الأمور بوجه واحد يحدد مسار حياتنا، يقودنا باتجاه يفقدنا متعة الحياة.

ملاحظات لا بد منها، كان من الممكن الاختصار من عدد الشّخوص التي أربكت القارىء، كما أنّني استأت من انتقال الكاتبة من مشهد إلى آخر دون توطئة، وكان هذا يتكرر في معظم المشاهد، ممّا يجعل القارىء يتوه لبعض الوقت قبل أن يكتشف أين هو؟ وعن أي شخوص تتحدث؟
مع كل ذلك.. لا شك أنها رواية جميلة، حاولت أن أغض النّظر عن الأخطاء اللغوية والمطبعية التي وردت فيها، فلم أستطع من كثرتها، أخطاء مطبعية ولغوية لا تعد ولا تحصى، أفقدت الرواية قيمتها.
السّؤال هنا، ألا تستحق رواية استغرقت أكثر من أربع سنوات من التعب والجهد أن تعرضها الكاتبة على مدقق لغوي؟ عتبي على الكاتبة، وعتبي أكثر على دار النشر التي تكررت عندها هذه الظاهرة في معظم إصداراتها المليئة بالأخطاء، والتي تسيء للكاتب ولدار النشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى