مسخرة سياسية.. درس حداثي في الإعراب!

مازن دويكات | فلسطين

منذ  الأمس, وأنا أبحث في المراجع وتحديداً في كتب الإعراب والنحو والصرف, وبعد أن دققت في كل حرف, تلبستني حالة من الرهبة والخوف, قلت في نفسي لا بد أن أنسى ما يدور في أروقة مدارس النحو الكوفية والبصرية وأغض الطرف عن صرامة اللغويين العرب.

لكنني في أخر الأمر تذكرت أن صديقي (لغوووية الملتغي) سوف يشمت بي ويوصفني بالعجز وعدم القدرة على الرد, وللأسف قد سمعت هذا الكلام من العجزة الذين يحتاجون لمعجزة, كي تكون لديهم جملة منجزة, تخلوا من الأخطاء.

لذلك قررت أن أعود للبحث على أمل أن أجد حلاً إعرابياً للجملة التي شغلت بالي طويلاَ.. وبعد طلوع الروح عثرث على كتابين مرجعين للمؤلف الفذ” عربويه ابن الإيه” الكتاب الأول بعنوان” القاموس المُحَنّط في حركات الشرق الأوسط” والكتاب الثاني بعنوان” الوسيط في الإعراب البسيط للسياسي العبيط ذائع السيط”.

وعلى ضوء ما توصلت إليه, أحلت الجملة الثورية والثروية لإعادة نظر إعرابي في مدرسة النحو العولمي الحداثية, والجملة هي: (يريدوني طريداً أو عميلاً……. وأنا أقول لهم رفيقاً ..)

وكان إعرابها على الشكل التالي”:

يريدونني: فعل أمر غير قابل للتنفيذ لأنه ممنوع من الصرف في المصرف الوطني.

طريداً: صفة ملازمة لشرفاء هذه الأمة, بناء على مقولة, لا كرامة لنبي في وطنه.

أو: حرف عطف مجمد, وهو مجرد من العطف والعاطفة في مضارب بني يعرب.

عميلا: فعل له دلالات كثيرة, منها, عميل لمصارف سويسرية سرية, ومنها ما هو مؤسس على فعل مسيّس, وهو برأيي هذا هو الأنجس.

وأنا: ضمير وطني غائب حيناً وحيناً مغيّب, بناءَ على مقولة” أنا في أناي ولست أراني.

أقول: فعل ماضي مجمد, وآخر مرة شاهده عامة الناس في أزقة القدس العتيقة أيام صلاح الدين الأيوبي.

لهم: لفظ ملتبس في خلطه ومختلط في لبسه, ممتزج بين ملوك الطوائف وبين الغزو الخاطف, بناءً على مقولة”: (أرى دولاً توّزع كالهدايا………… وأرى السبايا في حروبِ السبيِّ تفترس السبايا)

رفيقاً: خبر كان……….. يا ما كان بدليل انفراط المسبحة الحمراء على يد العجل الأمريكي “غوربات تشوف”

ملاحظة: حركات الإعراب كان لها فعلها على يد” سيبوه” ولكن في عصر العولمة تغيّر فعلها على يد” عربويه ابن الإيه” فمثلاً :

المنصوب: منصوب عليه دائماً برغبته

المرفوع: مرفوع على الخازوق دائماً, برغبته أيضاً

المجرور: يعشق جره إلى البيت الأبيض, ومن ثَم إلى مزبلة التاريخ.

الجزم: مجزوم دائماً بفعل الأمر (الأوامر) التي تأتي من السفارات الأمريكية.

أما بخصوص الأفعال الناقصة, لابد لي أن أبحر في سفينة هذه الأفعال وهي حسب لائحة الأوامر (برح، انفك، زال، فتئ، رام)

وبنظرة أولى على هذه الأفعال الناقصة, وجدت أنها مستنقعات نقص آسنة حين تتحول إلى فعل يقوم به أصحاب الجلالة والسيادة والسمو من حكام هذه الأمة الممتدة بقهرها من الماء للماء.

وبنظرة ثانية على هذه الأفعال الناقصة, وجدت أنها تتحول إلى أفعال راقصة, حين تتحول إلى فعل تقوم به بطانة السوء التي تحيط بهولاء الحكام .

وبنظرة ثالثة على هذه الأفعال الناقصة, وجدت أنها أفعال بائسة, حين تتحول إلى فعل تقوم به المعارضة في دول حكام الطوائف في هذا الوطن المتناسل قهراً عربياً ناصع البياض.

وبنظرة رابعة على هذه الأفعال الناقصة, وجدت أنها تتحول إلى أفعال يائسة حين تتحول إلى فعل يقوم به مواطنو هذه الدول التي تشبة جمهوريات الموز خالدة الذكر.

وبعد هذه النظرات الأربع على أفعالنا الناقصة, أعترف أني فقدت حاسة الشم , لأني بالفعل فقدت أنفي بحادث سير مرور موكب هذه الأفعال, أما كيف فقدت أنفي, فإليكم القصة:

وأنا أحدّق في هذه الأفعال (برح، انفك، زال، فتئ، رام) ورّطت نفسي بتحويلها مجتمعة إلى جملة مفيدة ببعض التصرف المشروع والذي لا يؤثر على سيرورتها وصيرورتها, والآن نأخذ كل فعل ناقص لوحده.

برح : حين نعكسها, تصبح (حرب)

انفك: يعني انفكاك, وممكن تصبح (أنفك) من الأنف يعني منخار… خشم, يعني أنفك انفك من محلة , يعني تفكك, يعني بح …. طار

زال: يعني من الإزالة, برضو يعني راح…. طار

فتئ: من الفتاوي (الإفتاء)

رام: بتبديل الحرفين ألف وميم كل يأخذ محل الآخر, تصبح (أمر) من الأوامر.

وحين نجمع شمل الكلمات مع بعضها مع السماح بتغيير أماكن بعضها, يصبح عندنا جملة مفيدة تكون في شموليتها. ناقصة وراقصة وبائسة ويائسة, وهي:

أمر حرب أزال أنفك بفتوة……………………………… أمريكية

ملاحظة: أمريكا, يفترض أن لا تتواجد في حروب داحس والغبراء, لكن السيدة الجليلة البسوس, طلبت منها أن تحشر أنفها في هذه الحروب وكان اللي كان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى