مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ (19)

عبد الصمد الصغير. تطوان | المغرب

إِنِّي هُنا نائِبٌ عَنْ كُلِّ فالِتَةٍ

وَ واقِفٌ في رِياضٍ سَوْفَ تَقْتَحِلُ

عِنْدِي الْمُنى سَبَبٌ في كُلِّ قافِلَةٍ

مَشَتْ بِنورٍ وَ عِنْدي تُزْهِرُ الْجُمَلُ

تَنْمو وَ تَكْبُرُ لا يَعْنيكَ مَنْظَرُها

تُلاحِقُ الْوَهْمَ تافِها وَ تقْتَلِلُ

تُعَلِّمُ النَّاسَ مَكْراً في صَنائِعِهِمْ

وَ تَفْتَحُ الْجُرْحَ دَفْعاً حينَ يَنْدَمِلُ

جْرْحٌ وَ لا سَبَبٌ لَهُ سِوى طَمَعٌ

نَجْري إِلَيْهِ جِياعَ الْقَلْبِ نَأتَكِلُ

سَأَخْتَفي في يَدي بَذْلاً وَأوجِدُ لي

بَعْضَ الصِّفاتِ لِتَبْقى حينَ نَرْتَحِلُ

سَنَلْتَقي وَجْهَنا مُسّاقِطاً دَحِراً

وَ نَرْتَجي تَوْبَةً يَنْدى بِها الْخَجَلُ

أَمْسِكْ لِسانَكَ عَنَّا إِنَّهُ لَحِنٌ

تَرجِمْ لَنا ما تَقولُهُ فَيَخْتَبِلُ

أَبْعِدْ ذُبابَكَ عَنّا إِنَّهُ قَذِرٌ

وَاجْمَعْ صِفاتِ الدُّمى تَلْهو بِها الْعِيَلُ

بَكى الشُّيوخُ الصِّغارَ نَظْرَةً لِغَدٍ

وَ هالَني صَمْتُهُمْ  وَكُلُّهُمْ ذَهِلُ

نَعى الزَّمانُ الْكَبيرَ عارِفاً أَزِفاً

عَنْ قَوْلِ حَقٍّ، وَعِنْدَ اللهِ يُسْتَأَلُ

أَرى الْإِمامَ، مَعَ الْمَقْتِ الْعَظيمِ لَنا

مِثْلَ الْشّقِيِّ لِغَيْرِ اللهِ يَبْتَهِلُ

أَنا الْأمامُ أَنا الصُّبْحُ انْجَلى وَضِحاً

لِيَكْشِفَ الْمَظْلَماتِ حينَ تَثْتَقِلُ

أَصْلي أَراهُ  فَيَبْكِي الدَّمْعُ فُرْقَتَهُ

تَبّاً سَتَنْبُتُ مِنْ خُدودِهِ الشِّتَلُ

أَصْلي رَآني بمِلْءِ العِزِّ أَذْكُرُهُ

فَصَبَّ لي في دَمي أَصْلي بِما يَصِلُ

أَما رَأى مُسْتَبِدٌّ كَيْفَ نَكْرَهُهُ؟!

وَ نَسْتَحي خَجَلاً، وَ يَنْتَشي سَفِلُ

أَنا بِهِ مُتَرَبِّصٌ حينَ يَخْدَعُنا

فَاحْذَرْ نَقامَ دُعاءٍ جاءَهُ الْأَجَلُ

إِنّي أَنا الْأَنْجَرِيُّ الْأَعْصَمِيُّ بِلا

شَكٍّ وَ مِنِّي ثَباتُ الْأَمْرِ يَتَّكِلُ

نُطْقي نَما صافِياً حَتَّى امْتَطى جُمَلاً

كَفارِسٍ عائِدٍ في كَفِّهِ الْأَمَلُ

للهِ دَرُّ يَدٍ مُدَّتْ لِأَضْعَفِنا

تُعْطي الْحُقوقَ لِمَنْ يَفْدي وَيَبْتَذِلُ

يا لَيْتَ شِعْرِي وَفي حُبٍّ أُصادِفُهُ

يا لَيْتَني في حِسانِ الْخَلْقِ أَغْتَزِلُ

اَلْحُبُّ روحٌ قَدِ اعْوَجَّتْ غَرائِزُها

في أَحْوَلٍ لَهِفٍ ما هالَهُ الزَّلَلُ

كابِرْ بِأَصْلِكَ في أَبْهى مَفاخِرِهِمْ

وَ احْفَظْ لَهُمْ أَصْلَهُمْ كَما دَعا الْأُوَلُ

البيت 470 …. يتبع ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى