على شفاه القصائد يتبرعم الضاد
كامل عبد الحسين الكعبي | العراق
مهما برقَ وميضُ المالِ في دنيا البروقِ واستجلىٰ مصوغات العساجد فلا شَكّ أنّ أنوارَ بارقةِ الضادِ تزدهي فتشدَه العميانَ قبلَ أهل النظرِ وتزيدَهم بصيرةً فهي القلائدُ تشرئِبّ لها أعناقُ المتيمينَ بها ويخطفُ بدرُها نورَ أبصارهِم ، مباركةٌ ديماتُ مدادها تهبهُم من سمائها بعضاً من بذورِ الغيمِ تغرسها في أرحامِ دواتهم المجدبةِ لعلّها تجود بالخصبِ والنماء ، تصوغُ لنا من صحيحِ النبضِ فاتنةً فتسعىٰ لها القصائدُ زرافات ووحدانا يغرّدُ الشعرُ في ثنايا نواجذِها يستصرخُ الأعماقَ يرسلُ الأشجانَ نفثاً في المدىٰ يرهفُ الأسماعَ يلهبُ مشاعرَ الحُبِّ ينبتُ فيهم غراساً يانعةً أشجاراً تصيرُ يعلو صرحَ المعاني يشيّدُ المباني ينسجُ السندس والاستبرق فترتفعُ لغةُ الملمسِ إلىٰ عنانِ السماءِ يتألقُ سناها يزاحمُ الثريا ينحني له عنقُ الشمسِ تراهُ النفوسُ الساميةُ وينحسرُ عنهُ ما دونَ ذلكَ حتىٰ السراج قدْ يتوهجُ ولكنْ بعيداً بعيداً راعَهُ ما بدا لهُ حينَ نثرَ عطرَهُ وأرسلَ ودّهُ سبائكَ مرصعةً من ذهبٍ وفضةٍ ثُمّ رحلَ مودِّعاً تاركا نسائم عطره يملأ المكانَ يتضوّعُ بهِ الأثير فيطيبُ لهُ الزمان .