المرأة النكدية

عبد العزيز بشارات / فلسطين 

صاحت بصوت الغيظ ما أقساها….وقد انثنت فوق العصا يُمناها
ولو التَفَتَّ لوجهِها وعيونِها………… لرأيتَ شَرَّاً أبرقت عيناها
حمَلت وقد ثارت عصاً معكوفة……فبدَت كشيطانٍ تهزُّ خطاها
ومع الصّثراخِ تشيرُ في سبّابةٍ……..والزوجُ كالطفل اليتيم أتاها
قالت لهُ بِشراسةٍ وتأفُّفٍ…………….تلكَ القُمامةُ من تُرى ألقاها
قم فاكننُسِ البيت الذي لطّختَه……قم فاشطُفِ الأوحالَ والأمواها
واطبُخ طعاماً جيِّداً بِعُجالةٍ……واجلِ الصٌّحون حذار أن تنساها
واغسل ثياباً الطّفلتين فإنَّها ……..في سلّةٍ وأرى الغبار علاها
سأغيبُ للصّالون بعضَ دقائقٍ ………….ولجارتي فَلَعَلَّني ألقاها
هات النقود أخافُ أن تلهو بها………..وبسُرعةٍ وبلاهةٍ أعطاها
خرجَت كطاووسٍ تهزُّ بِرِدفِها ………….ورعونةٍ وبِخِفَّةٍ تَغشاها
وبكبرياءِ الدّيكِ تنفُشُ شَعرَها ……….وبثوبها في مِرطِها تتباهى
********************************************
عادت تَجُرُّ مع المساءِ إزارَها ……….كالكلبِ عانقَ جيفةً خَدّاها
فَرَأَت غسيلاً لا يزالُ بسَلَّةٍ ……..ومنَ الصُّحون تَكّسَّرَت إحداها
دَخَلَت كغولٍ للفريسةِ جائعاً………..لَطَمتهُ حينَ صراخُهُ أَعياها
رَكَلتْهُ بالقَدَمِ الغليظِ بِرَكلةٍ …………..بالبابِ كانَ مُكَوَّماً مولاها
واذهب لأُمِّكَ كي تبيتَ بِحِضنِها …………إيّاكَ العَنُ قاصداً إيّاها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى