من بريد هيامها و لوعته

حيدر الحجاج | العراق

لا تتركيه وحيدا
قبالة سواحل
خشيته
التي تتعالى
لا تنثري الورد
عند قبره
المبتل حديثا
خشية أن يفز
ويرتبك في ليلته الأولى
حين يرى سماءه
بلا ” سما ”
تحدثه
عن أولئك الجنود
الذين فروا
من صهيل
بنادق الغياب
وهي تهلهل
وعن ذعر
غريب يطرق الباب
فتخور قواه من الخجل
دون مجيب
لا تتركيه وحيدا
ورددي على مسامعه
جملا اعتاد عليها
كي تطمئن
عيونه وتنام
من وحيك المعهود
وعند أول عتبة
من ليلته الأولى
اَوصيه بأن الموتى
والقديسين
لا جلاوزة (التدين)
سيمرون عليه
ويهدأون من روعه
دون أن يفتشوا
في قلبه
فيجدونك خجلى
من تلاوة قصائده
أوصيه بأن جميع الفقراء
سيرددون دعاباته
وسوف تتلى
عند عتبات رياض الأطفال
وتنقش على أشجار الكالبتوس
كمواعيد لعشاق ديدمونة
حياته الفارغة
أوصيه أيضا
بتلك النافذة
المطلة على النسيان
بأنها ستغادر صوب
مدينة
لاتألفينها تماما
فتربكه
الوصايا العشر
فلا يجيد لفظها
فيبوح حينها
بأسرار عشقك
الممزوج
في دمه
ويضل طريقه
في ظلمته الأولى
فتلك نياشينه
موشحة
بأطراف حروفك
التي تموج في روحه
وتطرق
بابك المهجور
فلا أحد يرد
على أثل مراياه
التي شابها
ظلام وحشته
التي تنمو على
شباك قبره
ولا أنيس يحاوره
عن خريف
عزلتك عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى