رأي يبحث عن صدى

باسم عبد الكريم العراقي | ناقد وشاعر

الأهم أن لا نكتفي بحفظ ما قاله الفلاسفة، ونظَّرَ لهُ مُنظّرو الحداثة (في مجمل نواحي الحياة)، وحسبنا ترديدُ النظريات والتفنن بتعريفها، والخوض في تفاصيل تفاصيلها، و.. و.. (الانشغال بهوامش هوامشها)، علينا التأسيس لفكرنا نحن وموقفنا من الأشياء، إن النظر إلى وجودنا، ونحن قابعون أسفلَ (الهرم الوجودي للآخرين)، يصيبنا بالدونية الفكرية أو التبعية الذليلة، للآخر، وهذا سبب دوراننا حول نفسنا وعدم قدرتنا على شق طريقا (ذاتويا) خاصّاً بنا (نحن جملة موروثات ميثولوجية وانثروبولوجية وفوتورولوجية .. الخ)، علينا إيجاد مكاناً لنا فوق الهرم الإنساني ذاك، وإلا سنظل نجترُّ تلك الرؤى والطروحاتِ الفكر/ نفسية (المستنسخة)، ونحن واقفون مكاننا (أرى أن هذا سر تخلفنا بين الأمم)، أزمتنا أزمة وعي، والواعون منا يرددون ما حفظوه، ونقلوه، وتستروا وراء (المصطلح)؛ إما خشية من عجزهم على إسقاطهِ على واقع حياتنا الفكرية، أو لأنهم وجدوا في ذلك، تميّزَهم (الثقافي!!)، عن عامة الناس، كي يبقى هؤلاء محتاجين إلى (علمهم الغزير) في شرح وتفسير ما يعُنُّ لهم من اشكاليات فَهمِ ما يقرؤونهُ من أدبيات الثقافة الغربية، ويبقى السؤال: من نحن؟ وإلامَ نبقى متمترسين وراء حصون المصطلح والأسماء اللامعة لمفكري ومبدعي الأمم الأخرى (في المجالات المعرفية المتعددة) ، ونُقيمُ القِلاعَ، بيننا وبين الباحث عن حقيقة الأشياء دون شعورٍ بالنقص حيالَ الآخر؟، إنه التغريب وانغلاقية عرّابي ثقافة (أسفل الهرم) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى