شطارة في التجارة

محمد الخضر / سوريا 

سلام وأمان
الظلمة في حضن الضوء تنام
حاملاً عذب الماء
صعد جسر السماء
وانهمر نهر
بائع القمصان
أيقظ الزمان
يلبس قميص الحرير
يروي حكاية الليل الطويل
في سوق القوافل والبهار
ينادي كبير التجار
هذا قميص
بيد ليلى
نسج من جذوة نار
أشعلت فوق الجبال
علَّ المطر يبصر الطريق
يطفئ في واحات النخيل الحريق
اشتراه أبو لهب
أهداه للمقبرة
لتبصر حشود الموتى
قادمين في مقبل الأيام
مشتعل بالقوافل سوق التوابل
يرفع صوته ينادي
هذا قميص الوهم الجميل
خيوطه أجنحة ملاك
في المجرات ينقل البريد
من لبسه نال المسرة
اشتراه أبو نواس
من يومها عشقته الكأس
وعرج كلما أراد إلى العرش
وعلا صوت الطبول
السوق حامية والأعناق رانية
هذا قميص الحسن
من عطر الياسمين خيوطه
على مهل
نسجته أصابع بردى الحزين
من ألوانها البديعة
زينته غوطة الشام
مكث في محراب المعابد
كان الضوء لكل ساجد
عاصر قربان البخور
وفي حضرته تجلى النور
من لبسه كسب الجنان
ألقت بنفسها عليه الحسان
اقتتل الركبان من الأنس والجان
كلٌ يريده وبذهبه يرجح الميزان
لأن مالكيه أحفاد أبو سفيان
في التجارة والشطارة
لا يشق لهم غبار
يبيعون حتى الخيال
راحوا يمزقون القميص
هذه القطعة قدتها زليخة زوجة العزيز
وهذه قدها سليمان من قميص بلقيس
وهذه كانت مئزر لحبيبة الحبيب
ملئت خزائنهم بالذهب
لا يهمهم أن أصبح الذئب يرعى الغنم
هاجر النهار وبكى الليل
وانتشر الغبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى