شجرة الحيرة

فاطمة محمود سعد الله | تونس

يوم نبتت في رأسي شجرة الحيرة
رأيتُ جذورها تمتدُّ
نارًا تلتهم سكينتي
قلتُ يا نارُ كوني امرأة في رحمها
ألفُ جوابٍ
لكلّ سؤال..
كلُّ جنينٍ ينطقُ في المهد بألف لسان

عند الهزيع الأخير من الجنون
سمعتُ دميتي تطلق صفارة إنذارات عشوائية
خبًأتُ رأسي بين فقرات النصّ
وقد سها عني القلم.
قلت للريح ساعديني في تقليب ذاكرة الكون
والكائناتِ ..
لأسجل حكايات حدثت
وأخرى لم تولد بعد..

يتدفّق فمُ الحكواتي نهر سرد جاريا
تقفز من أذنيْه حيتان بيضاء..
بيضاء جدا.
على سطح الحلم ترسم رقصة استعراضية
وأزمنة بزعانف زرقاء
تلتهم ما مضى من فرح.
و…تسحب البساط من تحت قدميْ زوربا..

من بعيد ..تنبجسُ لوحةٌ ابتكرتها يدُ صياد ماهر
و…آيةٌ نزلت بمعجزة نبيّ.
على الورق المثقل بالملح تدفق جدولٌ فضّيّ
ليخطَّ على جبيني معالم مدينة
أسوارها موجاتٌ جامحة
نوافذها شِباكُ صيّاد عجوز
قهر البحر وامتطى ظهر الحوت في رحلة ما..
وبين رأسي الأخضر وحنجرتي اللولبية
يُقامُ الكرنفالُ السنويُّ
احتفاء بعودة النوارسِ..

مدينة متقوقعة…
تتلفع منذالأزل بظلال ثقيلة
ظلال تحجب الضياء
وتمتص نسغ الدفء من وجنات الشمس
مدينة أسوارها العاااالية
من وهم ..
نوافذها تطل منها نظرات دامعة
و في رحابها..
يركض الأمل خائفا من رصاص التسويف
والحلم يختبئ بين”الجريمة والعقاب”
مدينتي فقدت لونها…
مدينتي أغلقت أبوابها وتقوقعت
تنتظر
تنتظر
تنتظر
ت
ن

ت
ظ
ر……

24/10/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى