أَتواتَرُ مني

سائد أبو عبيد | فلسطين

 

لا أستَسْلِمُ للأَشياءِ النَّمطيةِ في هذا الكَونِ

أُعاكِسُ حُزنَ النَّفسِ

لأُصبِحَ طيرا

أهجرُ يابسةَ الكلماتِ

ألينُ ألينُ

أحنُّ إِلى نفسٍ شاردةٍ

تبحثُ عني

كي نتزمَّلَ بالماءِ القُدسيِّ

ونرفعَ من جوفينا طُهرا

أَتواترُ مني

أَلتحِمُ بحبِّ امرأةٍ في الغَيبِ

تُمسِّدُ من لهفتِها خيطانَ الضّوءِ 

لأُبصرَها

مِنْ فوقِ غمامٍ وضبابٍ تَتَّضِحُ على الشُّرفَةِ قَمَرا

أَردفُ منفايَ إِلى خلفي

أَهدمُهُ لو ضَحَكتْ

أَو نشرتْ أَسرابَ فراشٍ من شفتيها

فحدائِقُها أَعراسُ غناءٍ في زمنٍ ممسوسٍ بالحزنِ

تُلاقِحُ بسمتُها أَحلامي

خلخالُ خطاها يأخذُني صوبَ نهــــارٍ يفرشُ زَهرا

الصبحُ المنثورُ بوجهِكِ نمشٌ يملأُني بالضَّوءِ

بردهةِ يومي أَجمعُ قطراتِ الماءِ المنسابةَ من كفَّيكِ

فينبَجِسُ بيابستي نبعٌ

أُصبِحُ نَهرا

في بؤبؤِ عينيكِ بلادٌ ما خُذلتْ من نرجسِها أَو نورسِها

تقتحمُ الصَّمتَ المرفوعَ على جُدرِ العزلِ الآثمةِ

المنصوبةِ في هُدْبِ مدينتِنا

نتواترُ بالحُبِّ

بنزفِ الجرحِ على زَغَبِ العشبِ المفروشِ بفطرَتِهِ

في ذروةِ هذا الحبِّ نصيرُ ملاكيْنِ

بلا ليلِ القهرِ على رئةِ الشَّوقِ

أُناديكِ

أهجِّئُ إِنجيلًا للحُبِّ

وأقرأُ بالجيتارِ لقاءً

كان مجازًا هذا البعدُ

فلا أستَسلِمُ للأشياءِ النمطيةِ في هذا الكونِ

فجنةُ أَحلامي عيناكِ

خليلُ العمرِ أصابعُكِ العشر بجيتاري

أَتواتَرُ مني

أقرأ أشواقي شِعْرًا

حرفًا حرفًا

سطرًا

سطرا

أَهجرُ يابسةَ الكلماتِ

وتعصرُني مزنُ اللَّهفاتِ

على شطآنِكِ أَهبِطُ مَطرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى