الشَّغف

سعاد محمد | سورية

ثمّةَ قلبٌ لا ينامُ..
لا لوعكةٍ في قناديلِ الهيام ؛إنّما ليرهقَ مباذلَ الحياة
حواسّهُ ألعابٌ ناريّةٌ في مهرجان
يحملُ جرّةَ روحِهِ ويتقصّى ينابيعَ الإثارة!
فاعلٌ نزيهٌ يتقصّى البشاراتِ
لا يقسرُ الأفعالَ..
يتركُها تترقرقُ إلى أوانها
ويكشُّ الأحداثَ كالحمامِ إلى زمانِها!
يُقبلُ على اللّحظةِ كأنّها آخرُ المُتاحِ..
يحييّها على عتبةِ القبولِ
يشمُّها..
ويصعّدُ أحاسيسَهُ..
جبالاً تتسلّقُ حبالَ المجازفة.
ثمّةَ قلبٌ..
ينحني لمنطقِ زهرةٍ؛
ارتضت أن تكونَ زوجاً لحجر
ويقبّلُ جبينَ الأرضِ؛
الّتي قدّمت نذورَ الخزامى لهدأةِ نفْسِ العلّيق..
لعلّهُ يخصمُ أشواكَه..
حين يعبدُ ذاتَه في سواه!.
بألفِ فمٍ ويدٍ
بنبوغِ الحواسِّ
بعبقريّةِ التّلذذ
وقابليّةِ التخيّلِ
ينكبُّ الشّغِفُ على طبقِ اللّحظةِ
،كطفلٍ رأى أوّلَ علبةِ ألوان!.
……………………………..

كَنْهُ الكونِ مسطورٌ على كفِّ الرّؤى
ولأننا كلُّنا خدمٌ في بيوتِ الأفكار الّتي نبنيها..
نشتري لها شبابيكَ..
بدرهمِ تأمّلٍ!
فالعلّةُ في المعنى..
ترويجٌ لما خفي من الصّفاتِ
مقاربةٌ لعذريّةِ الأشياءِ..
قبلَ أن تنتهكَها الاستعاراتُ المستعجلةْ!
مهارةُ إيقاظِ محاسنِ من تجاهلَتْهُ كاميرا الوجود..
( وما خفي كان أصدق)
فالتّذابحُ بين الرّيحِ الوحشيّةِ والمطرِ الحنونِ..
عرسُ الزّهرِ القرمزي!
والرّحيلُ..
إجازةٌ من العتبِ
حجُّ المرءِ إلى منابعِ نُهاه
وإن لم يعدْ..
فإطعامُ طريقٍ على سبيلِ الزّكاة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى