قصيدتان

د. أحمد جمعة | مصر

(1)

عبرت الدجاجة الطريق؛

لأن الديك

لم يعد يفي غريزتها،

ولأن صاحبة الحظيرة كفّت يدها

عن محفظتها

واستبدلت العلف بالخبز الفائض،

ولربما لأنها تبحث عن

ديك الجيران

ذي العرف الأحمر الزاهي

والريش المنفوش

والآذان الذي يحرّك داخلها

عنقود بيضها!

عبرت الدجاجة الطريق؛

ربما لفرط حركة لديها،

ربما لأن أختها تغرس منقارها

في جناحها،

ربما لأن وباءً خلفها في الحظيرة،

أو لأنها هاربة من ذكرى أكل بيضها

إثر نقص حادٍ

في البروتين،

لربما بحثًا عن عشٍ جديد،

ولربما لأن عنقود بيضها

جفَّ

فخافت أن تؤكل!

الدجاجة لم تعبر الطريق؛

لأن لا طريق كان لتعبره

بينما طريقا خلف مخيلتنا

فتحنا باب الفكرة عليه

وأطلقناها لتعبره!

 

(2)

إن كانت سطوة القبيلة

تفوق لهاث قلبك،

وكلمة الحب عارك اللاغيره

حين تفلت

من شفتيك الراجفتين،

والقُبلة لن ترى دموع شمعة

ولا حتى شعاع شارد

من ثقب ضئيل في النافذة

قد يختلس نظرة إليها،

فابتعد،

ابتعد عنها

قبل أن يسيل دم أنوثتها

بين أنياب صمتك

والتقاليد،

فقط حين يمكنك أن

تُسِرَّ بها للعالمين

ك حبيبة،

وتسيل دقات قلبك على الطريق

حين يدوس أحدٌ

على ظلّها،

اقترب،

اقترب منها حتى تروح منك

ملامحك

فلا يرون مِنكَ

إلا هي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى