عودة لطريق الوصول متتالية هايكو

د. جمال الجزيري | مصر

1

ها أنا عدتُ صغيرًا؛

كيف أعبرُ النهرَ؟

لله الحول والقوة.

2

تحت السماء المتقلِّبَة،

لا أحد في الأفق؛

الطريقُ وحيد.

3

تخلَّصتُ من عذاب المرض!!

يآه! لا شيء يهمُّ الآن.

ربما مؤقَّتًا…

4

هذه صلاةٌ

كنتُ أصلِّيها على غيري،

لا أستطيعُ أن أصلِّيها عليّ!

5

بابٌ ينادي

على بُعْدِ نَعْشٍ؛

جاي لك يا فَقْرِي.

6

ذات اليمن خواء

ذات اليسار خواء؛

من يتكلَّمُ عن الإشراق؟!

7

ربياني صغيرًا؛

لماذا لم أربّيهما كبيرًا؟!

طريق العودة مقطوع.

8

أطلالُ وجوهٍ على البُعْد؛

هل بشرى تجمع الصُّغار

أم أن اللقاء سراب؟!

9

سديمُ سنواتٍ،

ذاكرةٌ بلا ماضٍ ولا حاضر؛

أليس النسيانُ مغفرةً؟

10

لي رجاء فيك

وأخطائي بلا عدد؛

أليس ألم عجزي تصويبًا؟

11

وحدي وكتابي،

بلا مدد ولا عتاد ولا مواجهة؛

صفحاتُ الألم نورٌ.

12

ها هي الوجوه قريبة

لا أستطيع أن ألمسَ أحدًا

ولا ينقطع رجائي.

13

هل أضحك أم أبكي؟

أن تعرف بعد انقضاء الوقت

ألا تنقضي الحسرةُ!!

14

هل كنتُ في حاجة للدعواتِ

حتّى أتخفَّفَ من أثقالي

وأرقدَ بسلام على نعشي؟

15

يا رفاقي ورائي،

الأشكالُ غثاءُ سيلٍ؛

كونوا نهرًا.

16

ها أنا صغير مع الصغار؛

أرجو صفحاتِ الألمِ والنور بشرى

وأنتظرُ مع المنتظرين.

17

وحيدٌ بلا مرض،

هذا الظلامُ موحش؛

أرجوه نورًا.

18

أهلا بكم يا أهل الديار؛

هل سأتعوّدُ على هذا؟

أم سيتنوَّعُ هذا؟

19

نظراتُكم رعبٌ واستبشارٌ؛

هل نابعانِ منكم؟

أم من قدومي إليكم؟

20

أمس كان عمري عشرين عامًا،

واليوم عدتُ إليها؛

ما معنى العُمْر؟

جمال الجزيري

1 نوفمبر 2019

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى