بهلوانيات الجحيم

سالم الحمداني | العراق
عندما يجاز للضغينة أن تعبر مديات الروح وتخترق شرانق العقول، فانها ستكون قاب قوسين أو أفظع من تركة مثقلة بالعبث حيث سرادق التيه على مشارف بحور لا تعرف طعم المراسي إلا بعد طول نزف ..
كينونة مارد حبس أنفاسه بين ضجيج صلصال ودم، وسماء حدس تنازلت عن مخدعها لغواية الشيطان، بزي ملاك يجيد بهلوانيات الجحيم، يفعل ما يشاء وما يحلو لقطيع المنبهرين وسط تصفيق أشد سخونة من جهنم ..
معادلة أقل ما يقال عنها .. أنها بائسة خرفة.
من إقحوان الحبر تسيل أنهار الحكايات، لتسرق معجميات الشهود على مسامع مصانع القدر، بهبوب يقتنص عرس الفصول ويشفى أكاليل الدموع على موائد النزع في ديباجات السفر وشآبيب الوصال الذاهب، لا تملك الا غواية القرع بحصيات الأمل ، تبحث لها عن قيامة تتنبأ لها بصبح يتيم ، وتقتات على إكسير حلم تلبس بلبوس الإنتظار في ليلة قصمت ظهر عهدها مع البدر .
فكان أن نزع الصدق يده من صدره بعد أن تلقى عبر بريد نبضه أنين الحياة كسلسلة لا تبوح سرها إلا لمن أغتنم فرصة نزع أوداج إنسانيته من مسرح انفعالاته وتلقى الريح بصدر معسول، حاور الخديعة بصمت الذئاب، كدودة تفترس قلب التفاحة بهدوء الموت وسكينة الغيم قبل عصف المدى ..
كل الأقاصيص بدأت هكذا من شرارة نبتت خلسة تحت أزيز صامت لتسفر بعدها عن وجهها المشؤوم ، حينما تقع الأيام فريسة بين مخالب الخريف ..
وتسدل الستارة عن آخر فصول نيرون .. بضحكة ساخرة تملأ الافاق، عندما إعتقد لمرة أن الشمس قد تصاب بالزهايمر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى