سِفرٌ منقوشٌ في الغيمِ

سائد أبو عبيد | فلسطين

في البحثِ..
تَصيرُ الأمكنةُ،الأزمنةُ شِراعًا
ليسَ على مِرآبِ عبورِكِ نحوَ اليابسةِ الخَضراءِ سِواكِ وقلبي
فاقتَربي
لنشَجِّرَ هذا الدربْ
يَتَوالدُ من لمسَتِها رفُّ حساسينٍ في الطَّيفِ
و وردٌ يحمِلُ عطرَكِ فيهِ
تنامُ الفاجعةُ الأزليةُ في مخبئِها
وتعيدُ بلمستِها أَعراسَ الطَّيرِ بذاكرتي
وفواحَ قصيدةْ
البحثُ عيونُ المشتعلينَ المنشغلينَ بنشوتِهم
حتى يسترخوا بسريرِ الأَشواقِ معًا من غيرِ ضياعْ
البحثُ هروبٌ بالهَذيانِ إِلى أَمكنةٍ لمْ تتعفنْ بالنسيانْ
البحثُ ملاقاةُ الأَقمارِ لبهجتِها
نَستَرِقُ بلمسَةِ حبٍ قبسَ الشَّوقِ على بَلورِ مرايانا
ونُورِّقُ في كفينا حبقَ البحثْ
المُتورقُ في البحثِ صهيلُ الريحانِ بشرفتِنا
والصاعدُ عن شريانِ يديكِ نوارسُ بيضاءُ بشاطئِنا
وأنا سَفرٌ مني أبحثُ عني
سِفرٌ منقوشٌ في الغيمِ
ولمعُ بروقٍ توشي عني
يندهُني صوتُكِ فألبي
أسعى عن حمأٍ
أستهدي بنباتِ الضوءِ
بأغنيةٍ في بَحَّةِ صوتِكِ
وأعانقُ معنىً عن معنى
وأطيِّرني
ننبعثُ معًا بشعاعِ الحبِّ
ونبحثُ عن معنىً للقُبْلةْ
نشربُ عَسَلًا من شفتينا
ننصهرُ بذاتينا وَلَهًا
نختَبِئُ بنفسينا عُمرًا،
أبدًا
أرفلُ بأُنوثتِها صافيةً من وجَعِ الدربِ
تُنَمِّشُني بحدائقِ يَدِها
أُبرئُها برحيقِ كلامي
وأُراقِصُها في بهوِ أَنانا بالشَّوقْ
لنْ أَغسلَ وجهَكِ من وجهي
كي تَضحَكَ يومًا مِرآتي
لأُقلِّمَ عبسَ المِرآةْ
المِرآةُ بدا يتعبُها وجهُ فراغي
لو عيناكِ بها لاحتَضَنتْ ضوءَ سماءٍ ثامنةٍ
تتعرى من ليلٍ وغيابْ
البحثُ يُنَسِّمُ أَمكنةً برحيقِ وصولِكِ و وصولي
شَرِّعْ يادربُ لنا الأَبوابَ
لهذا الحُبْ.
13\11\2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى