يعقوب إسرائيل إفرغان.. حاخام أشعة إكس  

توفيق أبو شومر | فلسطين

مَن يتغلغل في ثنايا المجتمع الأصولي الحريدي اليهودي المتطرف، يُصبْ بالهلع، لما فيه من تُرَّهاتٍ وأباطيل، وخرافاتٍ وتعاويذَ وحجابات، كتبتُ عنها في كتابي الصراع في إسرائيل، وكنتُ منذ سنواتٍ طويلة، أظنُّ بأن هذه الترهات محصورةٌ في نطاق الطوائف الدينية، حينما كانَ الشعار الإسرائيلي (دولة حضارية) سائدا، ولكنني تأكدتُ بأن هذا التيار الأصولي المتزمت لم يكتفِ بالجاهلين، طال أيضا كثيرين من اليساريين، والعلمانيين، ومتوسطي الثقافة، لدرجة أنني قرأت خبرا صغيرا في صحيفة هارتس يوم10/1/2014 عنوانه: من هو الحاخام الذي فُرشَ له البساطُ الأحمر في مطار بن غريون، فمَرَّ من صالة كبار الزوار بلا تفتيش؟

إنه بالتأكيد الحاخام يعقوب إسرائيل إفرغان، والذي يسمى في إسرائيل” حاخام الإكس ري” لأنه في نظر الجاهلين، يشبه جهاز التصوير الطبي بالأشعة السينية،فهو –كما يُشاع- قادرٌ على معرفة ما في نفوس وقلوب من ينظر إليهم، فهو قادرٌ على اكتشاف الأمراض، والمستقبل، ويمنح البركات لزائريه، كل هذه الخدمات يقدمها بأثمان باهظة، فهو من أغنى أغنياء الحاخامين، وهو من تيار الكابلاه الغيبي(الصوفية)، وهو يجذب الأنصار من كل مكان في العالم، ومن أتباعه ومريديه:رئيس الدولة السابق، موشيه كتساف، ومن زبائنه الملياردير، نوحي دانكنر،ومن الفنانيين، دودي توباز، وما خفي أعظم، وكلهم يزورونه للحصول على نصائحه وبركاته (الثمينة)!!

الحاخام يعقوب إفرنغن، حاخام الإكس ري، جعل قبر والده في مدينة نتيفوت الواقعة، بين بئر السبع وغزة، مزارا لمئات آلاف الإسرائيليين، ومنهم يساريون كثر، للحصول على بركات الوالد!! ومما يجدر ذكرُه أن حاخام الإكس ري، سحب البساط من تحت أقدام، أبناء وأحفاد حاخام آخر ، كان أشهر مانحي البركات في إسرائيل، في سبعينيات القرن الماضي، وهو الحاخام يسرائيل أبو حصيره، المتوفى 1984.

وآخر طرائف هذا الحاخام، أن ثروته لا تخضع للضرائب أبدا، فدخله لا يدخل أيضا في مجال إكس ري مصلحة الضرائب، لأن إكس ري الحاخام، أقوى من إكس ري مصلحة ضرائب إسرائيل!!

أصدرتْ المحكمة أمرا باعتقاله، لأنه كان يستخدم الشعوذة للإطاحة برئيس البلدية في انتخابات البلديات عام 2013  وقال :مَن ينتخب(زوهر)فإن ذنوبه ستُمحى في الآخرة، وينال الثروة في الحياة الدنيا!!

 وأخيرا، لم تستطع الشرطة اعتقاله أو استجوابه، خوفا أن يُسلِّط الحاخامُ أشعَتَهُ على مَن يعتقلونه، فتُدمِّرُهُم!!!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى