حسناء حارتنا

عمر حمش / فلسطين 

تلك الحلوةُ أذهلتْ فتيانَ زُقاقِنا ..
كانت كلّما مرّتْ؛ هرولوا، هم يلهثون من خلفِها، ومن أمامِها، وهي ترمي بسمةً، وتهزُّ جديلتَها..
ربحي فقط، استطاع أن يلقمَ كفَّها رسالتَه، فجنَّ من بعدِها، وقد مكث الآخرون يرقبونه تحت الجدار، حتى يجيءَ برسالتِها؛ فيتحلّقون مبهورين بحروف أوراقها التي تطير مثل عصافير.
كان يروح بالرسائلِ، ويجيء، وقد توقف في عينيه الزمن .. هجر عربَتَهُ، التي كان يجرُّها، حتى صارتْ خردةً ملقاةً للصغار .. ظلَّ يتبخترُ بقميصِه الذي اشتراه، إلى أن جاءَ يومٌ زّفت فيه له الحلوة .. مرّ فقط يومٌ .. ربما بعضُ يومٍ؛ قبل أن يغمى عليها، ثمَّ تفيق؛ لتدخلَ غيبوبةَ ذهول …
كانت عيناها تحدِّقان، وعقلُها التائه يحاول معرفةَ ذاك اللعين الذي كان يكتب الرسائلَ لربحي تحت الجدار..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى