العاشقون

ثامر سعيد | العراق

العاشقون الجميلون
وديعون كأحرفِ التنبيه
وطيبون بلا إدغام
كلّما تلبدتْ أرواحهم بالحنين
أشهروا دموعاً على السماءِ وقصائدَ
واضحون كالموتِ وطائشون كالمطر.
بقلوبٍ خضرٍ ..
يستدرجون البحرَ إلى مخادعهم
ريثما في زرقتهم يغرقُ
ليطلقونه في الصباح
على هيئة غيومٍ ناعسةٍ.

ينامون على غناءِ البردِ
بلا وسائدَ وأغطيةٍ
ليلقنوا الشتاءَ بعضاً من حرائقهم.
أحلامهم أغصانٌ نَزِقةٌ
كلّما تشابكتْ
نسّقوها بعناقٍ وقُبل.

العاشقون الموثوقون ، قليلون كالحقيقةِ
وكثيرون مثل ليالي الفقراء.
يتنادمون مع كلّ قمرٍ تائهٍ يمرُّ بهم
حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الجنون
قبل أن يعيدوه إلى منازلهِ
في حديقةِ السماءِ.

العاشقون الباذخون ..
لن يحصدوا من أيامهم
سوى حفناتِ رمادٍ من شَفةِ بركانٍ ميتٍ،
هم لا يحتاجون إلى حكمةٍ غزيرةٍ
كي يفقهوا الجحيمَ
ولا أنبياء
وحده نزيفهم من يدلّهم عليها.

العاشقون الطيبون ..
غاباتٌ عاليةٌ
لكن الوقتَ فؤوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى