‏ وفاء للصديق الراحل الأديب جمال بنورة

د. جمال سلسع | فلسطين  

أنت المكان والرحيل يأبى أن يغادر المكان!

أنت المكان الذي صقل الكلمة بأبجدية الناي

ونقش دلالاتها بجمالية البوح

فكيف تلوح لنا بالرحيل

والرحيل يأبى أن يغادر هذا المكان؟؟!

تلوح لك كتاباتك بالبقاء قليلا

علهاترشف من ابداعاتك الشيء الكثير

وانت تلوح لها بالرحيل!!

هل اوجعتك ظلال مرحلة نسيت روادها ومبدعيها

وأنت خارطة أدبية لمدرسة

 ثقافية في الرواية والقصة والتراث؟؟!

أم اكتفيت بحديقة ورودك الابداعية التي.

تزورها فراشات الصباح

لتأخذ من ضياء كلماتك ندى الوطن؟؟!

ما زال قنديل كلماتك يحمل لونك المضاء

بجمالية الكلمة ودهشة الموقف

فأنت أول من حمل هذا القنديل

في عتمة وقت يقاوم رياح القهر وعبودية الاحتلال

لان الكلمة فيك كالرصاصة

تحمل الحقيقة لتلاشي الظلمة

لم أر يوما في عينيك سوى نبوءة قصة جميلة

وبروحك رواية تلامس الشمس

كنت ترتب افكارك الابداعية وكلماتك الموحية

على ما تسكن روحك من جمرات يحتاجها الوطن

أراك المكان الذي لا ينطفئ في الغياب

وأرى الغياب يعود غيمة تعمد المكان

فكيف لا تكون ذكراك حضورا يحرر المكان من النسيان

والنسيان يستنشق رحيق ابداعك فتعود ذاكرة

تنقش اسمك فوق سمفونية الادب؟؟!

 

جميل قام بالإرسال أمس، الساعة 11:56 م

أَنا والعصفورْ

د.سمير شحادة-فلسطين

عصفورٌ

ينقرُ شُبّاكي

ذاتَ صباحْ

يناديني تعالَ

سأُريكَ ما لم ترَهُ من قبلُ

في أحلامِكْ

أخذني من يدِيَ العصفورُ وطارْ

وحلَّقْ

وحلَّقتُ

تجاوزنا أرضَ الأحلامِ المفروشةِ بالوردْ

وحدائِقَها العامرةَ بالخيرِ وبالحبِ

وبالإحسانْ

وعنايةِ ربِّي الرحمنْ

ناديتُ هل ننزلُ قليلاً يا عصفورْ؟

ناكلُ شيئاً من فاكهةِ اللهْ.

ونغسِلُ اَدرانَ حاضرِنا المرِّ

بالنورِ

 ونشربُ ماءَ الكوثرْ

قالَ: تمهَلْ

سأُريكَ أشياءً أُُخرى لم ترَها من قبلُ

وحلَقْ

حلَّقتُ

قالْ:الآنَ سأُفلِتُ يَدََّّي

سأتركُكَ تطيرُ وحيداً

تختارُ ما شئتَ من أرضٍ أو إنسانْ

هذا خيارُكْ

لكن إحذرْ ومضى

مررتُ بأَراضٍ شتَّى

 وأقوامٍ شتَّى وأَوطانٍ

لم تخطرْ في البالْ

أراضٍ قفرا وصحارى

وجِنانٍ خضراءْ

وجبالٍ شاهقةٍ غطّاها الثلجُ

وانهارٍ طافحةٍ بالخيرِ

 وبالماءْ

واُناسٍ بلغاتٍ شتّى وألوانٍ شتّى وأسماءْ

يعيشونَ فيها بأمانُ

تذكرتُ وطني المحتلَّ

ومن ذبحوني فيه ومن سجنوني

وسلبوا أرضي

من حرموني النومَ والأحلامَ

ومن ملأوا دربي بالأوهامْ

ومن باعوني

تذكرتُ الزيتونَ والليمونَ

وكروم العِنَبِ والتينْ

وأغاني الأعراسِ وأهازيجَ الفلاحينْ

وملاعبَ صبايَ

ووصايا أبي

ودمعة أُمي

تذكرتُ القدسَ والأقصى

وسياطَ الجلادينْ على ظهري

ترسمُ صورةَ مأساتي

وآهاتي وأنينَ الموجوعينْ

فعدتُ

وسأبقى

فهل تبقى تنقرُ شباكي يا عصفور

كلَّ صباحْ

لنُغَني معاً

وفي ساحاتِ الأقصى نصلي

ونقيمُ الأقراحْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى