العينان

عمرو البطا | أديب مصري من الجيزة

١

 

بمُديَةِ الضَّوْءِ

يَشقُّ الرَّبُّ وَجهَ الطِّفلِ

ثُقْبَيْنِ:

يُطِلُّ الزَّهرُ مِنْ ثُقبٍ،

وثُقْبٍ عَقْرَبُ

٢

 

أَشَرَعتُ شُرفَتِي عَلَى الوُجُودِ،

فاندَسَّ بِجَوْفِي الكَونُ،

وانسَلَلْتُ مِنِّي أَهرُبُ

وصَارَ صَلصَالِي:

عَصَافِيرَ،

وشَمسًا تَغْرُبُ

 

٣

 

أَقُولُ لِلسَّمَاءِ:

“لِي اثنَتَانِ مِنكِ

لا تُعَكَّرَانِ بِالنُّجُومِ والمَلَكْ”

أَقُولُ لِلتُّرَابِ:

“عندِي حَجَرَانِ

ضَائِعَانِ في مَفَارِقِ السِّكَكْ”

أَقُولُ لِلعَدَمْ:

“لَدَيَّ هُوَّتَانِِ، فَاتْرُكْ خَطوَتي

تَخْتَرْ لِنَفسِهَا الشَّرَكْ”

 

٤

 

وَرَاءَ هَذِي الجُدُرِ المُلَوَّنَهْ

يُدَخِّنُ الظَّلَامُ تَبغَهُ، ويَحتَسِي الوُجُودْ

يَمُدُّ ظَهرَهُ عَلَى الزَّمَانِ،

والسَّاقَيْنِ فَوقَ الأمْكِنَهْ

رَأيتُهُ يَلُوكُ عَينَ طِفلَةٍ بضِرسِهِ،

ويَبصُقُ الصَّدِيدَ في الوَرِيدْ

خَلُعتُ يَومَهَا دَمِي،

صَبَأتُ،

هِمْتُ في البَرَارِي،

وامْتَهَنْتُ، فِي دُرُوبِ الحُلمِ،

نَصبَ الأكمِنَهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى