المفتش
د. ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا
بعدتَ وأغراك الحريرُ المزركشُ
وعيشٌ كما الأنعام فيه تغششُ
°°°
كسولا من الإشراق مالاح بارقٌ
بمحمولك (الضليل) غمضا تدردشُ
°°°
ولو قُرئ القرآن فيه تدبّرا
لما كنت في عصر الكشوفِ تهمّشُ!
°°°
لهجتَ به إرثا ورتلتَ خاشعا
وقد كنت أحيانا من الذكر تجهشُ
°°°
ولكن بلا سبرٍ عميقٍ لما احتوى
كأنّ على الألباب قفلا فتكمشُ
°°°
جهولا إلى المعنى تسيرُ تلكّأ
كما لو تمشى في الدجنّة أعمشُ
°°°
وماعجبٌ أنْ قد تركتَ اذّكاره
لسحرِ تغاريدٍ عليها تغوّشُ
°°°
وقد طوّفت فيها اشتهاءات حالمٍ
وقبلتها المثلى فضاءٌ مفحّشُ
°°°
وإني لأستحيي من الله وقفة
وقد جئته صِفرا من الخزيّ أخدشُ
°°°
لأكسرَ عينيّ اللتين شغلتها
بلغوٍ وإسفافٍ وشعرٍ يحششُ
°°°
يقولُ : تدبّر قد تركتُ معابرا
تبلّغ أسراري إذا ما تفتشُ
°°°
حروفا كما الدرّ الثمين مكانة
على آخر الألواح بالنور تنقشُ
°°°
تفكّرَ في خلق السماوات عصبةٌ
فولوا على عرش النجوم وأدهشوا
°°°
توسّعُ هذا الكون أوحى ببدئه
فقاموا إلى سبر الفضاء ونبّشوا
°°°
سموّا عقول النور من غير شرعة
تناهت إلى الأسرار بينا تُجحشُ !!
°°°
ألم تأتك الآيات في الذكر حجة؟
تنبئ عن خلقٍ عظيمٍ وتدهشُ؟!!
°°°
لآلاف من كشف العلوم موثّقا
وأنت عن الذكر الحكيم مطنشُ!!
°°°
علامَ( بإقفال القلوب) مخافة
رضيتَ من الظلّام جهلا يعشعشُ
°°°
وقد حاربوا الأنوار والهدي والنهى
ليبقى ولاء العرش دهرا ويبطشوا
°°°
تزوّد فما زالت إلى الله فسحة
لعلّ انصبابَ النور يلقى المفتّشُ