بيضاء ظلالنا

عزيز فهمي | كندا

يأتونك من كل الجهات
جهات القلب المتعبة
كما جاؤوا إلى طروادة
حين تعرت من جدرانها
حين اعتلت وحيدة صهوة حيرتها
فغابت في نشوة الذهاب
إلى سدوم
لأن هيلين وهبت للبحر كل الأسئلة
لم تهب أجوبة لآلهة الموج
فجاؤوا في خفقان الرفض
في وهج النهب
آلهة من غضب
ليحتلوا ما تبقى من الفجر
في سماءٍ نظنها لنا
لكن أشعتها الجميلة
لهم
لهم غيمها  والمطر
في أرض نعتقد أنها لنا
لكن زرعها الذي حرثناه بأناملنا
لهم
ولهم الثمار والشجر
فكل السنين عجاف في حقولنا
كل السنين سمان في تربتنا
لهم
بماذا نأول موتنا في قصة البسوس
وحكايا داحس والغبراء؟
لنا غبار سنابك خيلهم
ولهم أنفال غزواتنا
سنعود إلى قبائلنا
لنشرب القهوة المخضبة بزغاريد النساء
ونحكي
أنهم جاؤوا من كل الجهات
فوجدونا “رؤوسا أينعت”…
ووجدوا شعرة معاوية مخضبة بدمنا
وأنها لا تُرتِّقُ ما بنا من جراح
عميقة في قلوبنا.
النار تلتهم الذكريات
تخلط اليقين بالرماد
تخبر الأطفال أن للماء لون الزمن
وله طُعم دموعنا
تدندن في أزقتنا
من مطلع خليج
بدون محار ولا قرار
إلى مغرب محيط
تفر عنه النوارس في قوارب الموت
عاصفة من الليل تغطي بريق عيوننا
تخطف الرؤيا من محاجر أحلامنا
جاؤوا إلينا خميسا
يمتد من الإثنين إلى الأحد
وما وجدوا ها هنا أحدا
يحمي أقدامنا من الفرار
يرسم في ضياعنا
ما يدل علينا
يرسم ظلا أبيض للأثر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى