العتمة إمرأة ضريرة

فتحي مهذب | تونس

أشكر أسد اللاوعي على زئيره المنزلي ..
أشكر أزيز فراشة النوستالجيا في نصوصك المذعورة..
سردك الفلسفي الذي يشبه عيون أفعى المامبا..
أشكر المصابيح التي تذرف الدموع والبركات..
أشكر نهديك الساهرين تحت أغصان يدي..
أشكر قطار العاشرة مساء إذ يتسلق شجرة عمودي الفقري مثل قرد الكسلان..
يلاحقه قناصة مظلمون ..
غراب الحظ العاثر..
برابرة بتنظيرات هشة..
إلاه نائم بسيقان برونزية..
أشكر نثرك المليء بالحمد والغفران..
المزهرية التي تقاتل الأشباح
بلفيف من الأزهار المضطهدة..
أشكر كرسيك الهادىء
الذي يمضغ الفراغ بفم خشبي.
وعلى كتفيه كيس مزحوم بأسرار الغابة..
كرسيك الحزين
المأخوذ بصفير عظامه..
العتمة تدق الأجراس.
الثعلب تحت جلدك السميك..
المراكب إنتحرت فوق ركبتك المكسوة بالثلوج..
وفي صوتك البني سمك نافق..
سأطرد هواجسك بريشة طاووس..
وأقرص فهد نثرك الليلي..
أحرر رهائن الأيام القادمة..
البيت مشمس في الليل..
نومك بستان طويل الأظافر..
سريرك يثغو مثل شاة ضريرة..
خاتمك المسحور يتلألأ مثل شمعة .
وحيدة تحت سقف من التنك ..
جيرانك مسمرون في البلكونة
يحصون فهارس الأموات.
حركات الكواكب البعيدة..
لن أمدح الضباب الوافد من أطراف أظافرك..
لأنه إلتهم ساعتي اليدوية..
هشم رأسي ببلطة الميتافيزيقا..
خطف أصدقائي القدامى
واختلس مفاتيح العالم السفلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى