حارس المرآة

الزهراء الصعيدي أم حمزة | سوريا 

اُنظر مراياكَ هل آنَستَ دهشتَها!
بعدَ الهزائمِ فيكَ اليأسُ أخبَتَها

تراكَ بعضَ سرابٍ لستَ تدركُهُ
هل تدركُ العينُ في الظّلماءِ سُحنَتَها!

أخفيتَ سرَّكَ في بئرٍ لهُ رُصِدَتْ
فأوقدَ الصّمتُ في الأعماقِ ثورَتَها

مفتاحُها شعرةٌ من جفنِ حارسِها
لو يعرفُ الدّمعَ كانَ الجفنُ أفلَتَها

وحارسُ الرَّصدِ مغبونٌ بشدَّتِهِ
ينهارُ لو تُحكِمُ الأنَّاتُ قبضَتَها

وحِيلَ ما كانتِ الأسرارُ تكتمُهُ
غيمًا تقاطرَ كبريتًا فشتَّتَها

كم أنهكَ النّفسَ ضدٌّ كادَ يخنقُها
لولا تدارُكُهُ لاغتالَ مهجَتَها

وجهانِ قد تَغرقُ الأزمانُ بينهما
إن وسّعَتْ هوةُ الأضدادِ فجوَتَها

صوتٌ يناديكَ في معناكَ آيتُهُ
وآيةُ الفجرِ طولُ اللّيلِ أقَّتَها

يهادنُ الجرحُ أعوامًا وتفتُقُهُ
ذكرى حنينٍ يعيدُ الشّوقُ أزمَتَها

تمضي بلا وجهةٍ والوجهُ تأكلُهُ
ريحٌ تبدِّلُ في النّوباتِ وجهَتَها

قد كنتَ من سالفِ الأحزانِ أمنيةً
مكلومةَ الحلمِ يُحصي الدّهرُ خَيبتَها

واليومَ إذ تنكرُ المرآةُ صورتَها
نكرانَ قيثارةِ الإحساسِ نغمتَها

صافحْ خيالَكَ في وهمٍ وواقعِهِ
تملكْ دُناكَ إذا أتقنتَ لُعبتَها

كن غايةَ الحبِّ تروي جدبَ أفئدةٍ
كبسمةِ الأرضِ تهوى الغيمُ قُبلَتَها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى