من الذكريات.. عدالة الصحابة (2)

رضا راشد | باحث في الأزهر الشريف

كما سبق أن أشرت من قبل، أصبحت مسألة عدالة الصحابة محلا للنقاش والجدال بعد أن كان بالأمس من الثوابت المحسومة؛ أثرا لاشتداد وتيرة الحرب على الإسلام في العقود الأخيرة، حيث وجد أعداء الإسلام في الشيعة ضالتهم في إفساد عقائد المسلمين؛ وذلك لأن التشيع في غالبه كفر يرتدى ثياب الإسلام، فمكنوا للشيعة في أرض المسلمين سياسيا، كما لا يخفى، في العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان… والبقية تأتى.. ومكنوا لعقائدهم الفاسدة مكانا في عقول المسلمين، من خلال وسائل الإعلام المختلفة: مسموعة، ومقروءة، ومرئية؛ إيمانا ويقينا من أعدائنا بأن تمكين الشيعة سياسيا وعقديا كفيل بالقضاء على الإسلام، وَهِمُوا !

    وقد تسللوا – على حين غفلة – إلى الصحف متمثلة في اختراق عقول الصحفيين؛ استغلالا لجهلهم بصحيح التاريخ، وتلهفهم للظهور وبريق الأضواء والمال،، ولأمور أخرى … فجعلوا سبيلهم في ذلك سبَّ الصحابة وتنقصَهم والنيلَ منهم.

وكان لذلك دافع، ومنهج، ونتيجة .فما دافعهم لسب الصحابة؟ وما منهجهم في اختراق عقول أولى الإعلام؟

وما نتيجة ذلك وأثره في صحافة مصر؟ ولنبدأ بما انتهينا به فنقول :

علمنا أن تحالفا خفيا (تستر بعداوة مصطنعة (١)) تم بين أعداء الإسلام في الغرب وبين متطرفي الشيعة على محاربة الإسلام، من خلال التمكين للشيعة (سياسيا) من أرض المسلمين (وعقديا) ببث أفكارهم في عقول المسلمين؛ وذلك من خلال وسائل الإعلام: (مسموعة، ومقروءة، ومرئية) فما أكثر القنوات الآن على الأقمار  الاصطناعية التي تروج لعقائد الشيعة وتضلل عقول عوام  أهل السنة؛  بما تبثه من سموم الشبهات على ألسنة أصحاب العمائم السوداء .

ولهذه القنوات تأثيرها الشديد على العقول الخاوية.. ولكنها ليست منبع الخطر الأكبر؛ نظرا لاستعلانها بهويتها الشيعية؛  فلا غرو أن تتلقى القلوب والعقول ما تلقيه  هذه القنوات  بتوجس شديد . ولهذا لم يكن لها في نظري التأثير الموازي لما ينفق فيها من جهد …وإنما كان الخطر -في رأيي- في وسائل الإعلام التي حاولت تثبيت الفكر الشيعي بطريق غير مباشر؛من خلال  تقديمه في ثوب زور من الألفاظ البراقة :

كالفكر المستنير، والفكر المتحرر من قيود التعبد للماضي، والفهم المتجدد للتراث .

(^) فرأينا صحفا ليست دينية الهوية، بل سياسية الهوى تنشر مقالات تتهجم فيها على الصحابة – رضوان الله عليهم – بما لا يتدنى إليه إلا سافل منحط؛ كما جاء في صحيفة الغد في عدد ٢٠٠٦/١٠/٣ (كان يرؤسها آنذاك أيمن نور) بمقال  سود عنوانه غلافها الخارجى  بعنوان : (أسوأ عشر شخصيات في تاريخ الإسلام)؛ للمدعو محمد الباز؛ رئيس تحرير جريدة الدستور حاليا ]

وعد منها أمَّنا عائشة وأبا هريرة وعمرو بن العاص ومعاوية بل وعلي بن أبي طالب  – رضي الله عنهم – أجمعين (وأظنه أورد اسم على بن أبي طالب  من باب التقية؛ حتى لا يتهم بالتشيع).

(*) ورأينا قنواتٍ فضائيةً ليست دينية تُخصِّص برامج للطعن في الصحابة باسم الفكر المستنير ،كما يحدث من إبراهيم عيسى الذي اتهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بأنه تحرش بإحدى زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم-.

ولأن هذه الصحف وتلك القنوات لم تكن شيعية الهوية، ولأن من كتب هذه المقالات من الصحفيين ومن ظهر بهذه البرامج من المذيعين لم يكونوا من أصحاب العمائم السوداء؛ فقد وجدت تلك الأفكار طريقا نافذا للعقول؛ فهوت عروش، وزُلزلت ثوابت، وتحطمت رموز …ولا حول ولا قوة إلا بالله .

يتبع  …

….

هامش :

التحالف الخفي المتستر بالعداوة المصطنعة بين الغرب والشيعة: هو ما كان مثلا كائنا بين أمريكا وإيران في بداية القرن الحالي عندما كانت أمريكا تعد إيران من دول محور الشر وكانت إيران ترفع رايات مكتوب فيها :(الموت لأمريكا الموت لإسرائيل)؛ وبعد ذلك اتضح كيف أن التحالف الشمالى الشيعي هو الذي مكّن أمريكا  من احتلال أفغانستان ضد طالبان ، كما مكنت إيرانُ أمريكا من احتلال العراق،  وفي المقابل سلمت أمريكا العراق للشيعة؛  فما ارتفعت راية  الشيعة في العراق إلا مدعومة بالدبابة الأمريكية .كان هذا فيما مضى، واليوم قد استعلن ما كان خفيا، فالغرب كله الآن يقف داعما لبشار العلوي الشيعي حرصا على أمن إسرائيل وخوفا من قيام دولة سنية مجاورة لها تهدد أمنها]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى