عصفورتي الجريحة
سي مختار حمري / المغرب
عصفورتي الجريحة..:!!
تهاجرين بلا عودة , لا هوية , لا انتماء
أوراق التوت من الجوع تساقطت بلا حفيف ولا رغيف
خلعت الأسمال المعتقة في زمن الأوحال والارتهان
حجبت العورة المهتوكة طوعا ; رغما ; جهلا وطمعا
ابكي , أصرخ , أنوح ,أصيح . نباح في بئر عميق محروس بأشداء الرعاع
ماعاد البوح كلاما , رمال تدروها عاصفة الإنكمام وشد الحبال
صوتي مكتوم مكموم , قلبي مهموم مغموم , روحي ظلام وذهول
ما عاد فكري بالإنهمام مشغولا , في دوامة ملل راقص دوار
اجنحة ركبت , ليحلق في سماء مبرقة مرعدة , عاصفة بنيران التنانين
قتال مرير, حشدت له كل الألهة , حرب نجوم , كواكب ومجرات
ضاقت السماء درعا , أطلقت أعاصير هوجاء لتكنس السلام من الخيال
خيط حرير لهب انقطع , بركان صهارة تدفقت صخورا وضجرا
كتلة فراغ وحجم خواء مفرغ
لم يعد في الكهف متسع للنوم , كلب مطرود يحلم بالأوهام
مجرد كلام معدم مباد
سجناء الفراغ , الصمت موطني , عزت الاوطان والخلان
سفينة بلا مهماز, بلا شراع ولا تلويحة وداع
تغوص في قعر البحر , طحالب وعبابا ترتوي
متى ستعود عصفورتي الجريحة…؟!
في المنتصف ضاعت الطريق يارفيق , بين متسلق وغريق
منذ زمن العزم ورحيلنا ترحال لرحيل الأوهام والإيهام
في انتظار العودة من قرون , بلسمة لما بالقلوب من جراح
ارواح سجينة الظلام مغتربة في الفيافي رهينةالجبال والوهاد
تتلظى شوقا للقاء الإنعتاق متلألأة في السماء
عودي عصفورتي قولي وداعا وارحلي لأرحل
تقصدين الشمال وجهة والجنوب مستقرا لي والرمال
حبة تتقادفها الأعاصير في كل الأركان
عودي عصفورتي الجريحة …!!
ما عاد نبض القلب متوازنا
وخريف العقل على الأبواب المشرعة يسمع لصداه الأنين
تعبنا من هجرة الأوطان سنين طوال
متى نرتشف من نهر الحرية رشفة انعتاق؟
متى تجود السماء بلحظة فرح بعد طول أحزان ؟
متى يوم العيد لتتحقق الأحلام وتتلاشى الأوهام ؟
لتعود عصفورتي…..
