انثيالات قلب
صباح تفالي | المغرب
ناحتْ شجوني فعمقُ القلب مضطرب
في نوحِها عَتَبٌ لا خيرَ يُرتَقَبُ
///
ناحت شجوني وما للروحِ من مرحٍ
إلا ذبيبَ لظىً في الصدرِ يَلْتهبُ
///
ناحت وباحتْ وما ناحتْ على وجَعي
ناحت من القهرِ لا تُفْضي بما يَجِبُ
///
لَمْ يُتْعِبِ القلبَ إلا أنتَ يا فرحي
جعلتَني بمدادِ القهرِ أنكتِبُ
///
قَدِ انْفَلَجْتَ وجئتَ الفكرَ تُسهدُه
أضحيتَه مثل جمرٍ هجَّه الحَطبُ
///
قدْ كنتَ زخّاً منَ الإحساسِ في خَفَرٍ
وفي المدى لارتِسامِ الصمتِ تَنجَذِبُ
///
فقد يضيرُك دمعٌ صبَّ عن وَهَجٍ
وقد يقضُّكَ ضَيْمٌ شاكَهُ العَطَبُ
///
فيا لقلبٍ تردَّى في المدى دَمُه
قد رُمِّدَتْ عينُهُ مِنْ رملِ مَنْ ضربوا
///
يا روحُ مهدَ شموخي.. أَسدِلي ألَقي
لا بدَّ أن يستديرَ الهمُّ والكَرَبُ
///
لا تغضبي إنْ شقوقَ النَّبْعِ قد شحُبَتْ
نَواكِ خِصْبٌ وصبَّت عنده السُّحُبُ
///
فقد يروك كسعْفِ النخلِ شائكةً
لكن ظلالَك حضنٌ إِنْ هُمُ اقتربوا
///
تَدَفَّقَ اليُمْنُ مِنْ جرحي ومن فرحي
ومن نخيلي تدلَّى التمرُ والرُّطَبُ
///
إني يدٌ لا يجوب البخلُ مرفقَها
ولا قصورَ بها، يجتاح أو يثِبُ
///
فلا أبالي لمن ولُّوا وما سألوا
فأصل مسعاي لم تَعْلَقْ به الرِّيَبُ
///
فهل إلى فكِّ عجزِ الخلقِ منْ حَرَجٍ
به أُدانُ بلا حكمٍ وأُحتَسَبُ
///
لا، ثم لا.. ألفُ لا للحزنِ، لا وجعٌ
لِفَكِّ ضيقٍ ولا ذلٌّ ولا تُرَبُ
///
سلوا الشدائد.. نبضُ القلبِ يذْكُرُها
تخبو وربِّي، بأمر الله تنسحِبُ
///
سلوا السنينَ سلوا روحي وما عشقَتْ
من نصرةٍ ليس لي في دربِها إرَبُ
//
ما ذَلَّ سعيٌ نفوساً وهْي راكضةٌ
من أجلِ مَن صمتوا في الهمِّ فاغتربوا
///
أو ضرَّ مَن لا يجوب الصَّلدُ خافقَه
أو عابَ مَنْ في الأسى ارتَجُّوا وما طلَبوا
///
جادَ الأحبَّةُ.. مَن يُخفي مكارمَهمْ
قومٌ وجادوا، إذا ناديتَهُم وهَبوا
///
أعمالُهم في ربوعِ الخيرِ وارِفةٌ
وعينُهم لِمُعينِ الخلقِ ترتَقِبُ
///
قلبي يُبايعُهم.. كلُّ الدعاءِ لهُمْ
أجرٌ وصفوٌ وإسعادٌ بما كسَبوا
///
مقاصِدٌ كلما صادفتُها جمَحَتْ
جموحَ حسٍّ وطبعُ الضَّخِّ فيهِ أبُ
///
لبِسْتُ من شيمةِ الأخيارِ بردعةً
بها أزيحُ همومَ الخلقِ وأُنْتَدَبُ
///
فإِن عليَّ قسا حكْمُ الورى وسرى
فالله يعلمُ مَن في الخير ينتشبُ
///
فمِن غرائبِ ما صادفتُ في فرحي
أني أصيحُ لِمَنْ فازوا وإنْ عَجبوا
///
الطهرُ قد سَحَّ من روحي ومن رئتي
إني لأجلِ الورى أرنو وأنسَكِبُ
///
طبعُ العطا بدمي تسري نَسائمُهُ
وسَكبُهُ لسُلافِ الدَّفْقِ ينتسِبُ
///
فليس لي غيرُ خَطْوي ما ألوذُ به
في وقعِه نَغَمٌ.. في عزفِه طَرَبُ
///
أحبُّ أعشَقُ أهوى أنتشي نَسَمي
ومِن رذاذِ نُضوجي ينمحي الغضَبُ
///
هذي انثيالاتُ قلبي بالسنا نُظِمَتْ
تكادُ من نورِها الأقمارُ تَحْتَجِبُ