إلى متى سيبقى العرب متخلفين في دنيا الفكر المعاصر؟

سمير حماد | سوريا

إلى متى سيبقى المثقف العربي متخلفاً قاصرا, مضطهدا, لا يجرؤ على قراءة قضايانا المعاصرة بجرأة وموضوعية؛ وإن حصل (وهذا نادر) يفاجأ بتهمة الخيانة والتكفير, فالمثقفون مازالوا يتهيبون مناقشة القضايا الكبرى, واكتفوا بنقل فكر الآخرين, وبرعوا في النسج اللفظي, بدلاً من استيلاد الفكر, مما جعل ثقافتنا خالية من الفكر, سطحية ارتدادية, تخشى ان تحيد عما رسمه الأجداد.

إن الفكر الخلاق في بلادنا مازال مهمّشا, وكأن بيننا وبينه خصومة, ومن يحاول أن يبدع , ينقضون عليه وكأنه أتى شيئاً منكراً, لخروجه على الثوابت, من عقيدة ودين وأعراف مما جعل التعددية الفكرية مستهجنة, ومفرغة من مضمونها الحقيقي, وبقيت شعارات فقط.

كما إن ثقافة الاختلاف تثير الكثير من الارتياب, مع أنها من مزايا التقدم الحضاري والإنساني.

إن الاعتزال يكرّس التخلّف والانسحاب من الحياة المعاصرة بكل ما تحفل به من مظاهر التقدّم

ولم يدر الكثيرون حتى الآن, أن الأصالة لاتعني التعصّب والانكفاء على الذات ومعاداة الحداثة, لكنها مدرسة تعتزّ بالتراث وتبقى منفتحة على فكر الآخرين وإبداعهم، وهي أبعد ماتكون عن العدمية.

أما المعاصرة فهي تقتضي, إلغاء ذهنية التحريم, التي تجرّم حرية الفكر وتساند الأحرار والشرفاء والرأي الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى