وتريات الغربة

عزيز فهمي | كندا

يسألني وفي عينيه الدهشة

ما الغربة يا أبتي؟

ولأني الغريب عني وجدت السؤال مؤلما

يحرق الذكريات في كريات دمي

يعري الأحلام من أحلامي

يتركني فاغرا حيرتي أمام حيرتي

الغربة يا بُنيَّ

أن لا تكون لا أنتَ ولا غيرك

فتمشي ولا تمشي

لأنك لا تصل

تنظر ولا ترى

عيناك نافذتان يحملقان 

في المجهول

يغرقهما سواد التيه 

في أسئلتك

الغربة ثلج بارد 

لكنه يدمع جمرا ورمادا

حين تصرخ الطيور وجعا 

في السماء

حين تعطش الأمطار 

في الأنهار

وحين يهدر البحر  بكاء الجثت 

على الرمال

الغربة يا ولدي

ولادة ميتة

حين أعجز أن أَدُلك 

على بسمة جدك في نغم الصلاة

على فرحة حقلنا عندما تزغرد أشجار اللوز 

زهرا

حينما يفرش العشب خضرته 

لرقصة الزيتون

لظلال الفجر في أذان النجم

في مخاض البئر ماء زلالا

في تراتيل القمح سنابل تتدلى أشواقا

الغربة يا ولدي

 طعم شاي لا يشبه الشاي

وقهوة لا تضحك عطرا 

في فنجاني

وصباحات لا تدرك وجهتها

لا ترى ضياءها في عيني 

وعينيك

وليال تئن في الظلام 

ضياعا

تستجدي السواد 

كي تستريح من ظُلمتها

الغربة يا ولدي

عناوين على الطرقات 

لا توصلك إليك

هي كل شيء في اللاشيء

وهي غربة تبحث عني 

وعنك

في كل الأسئلة 

لكن لا تجد جوبا لسؤالك

ولا تجد عذرا لاغترابي!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى