سور الطين
سيدي ولد أمجاد | موريتانيا
أتوسد جفن عصاي
وأمشي بها في طرقات الليل
لعلي ألقى بشار بن برد
أو أهش بها على قلقي
الغربة ترحال العالم من حولك
وليس أن ترحل أنت بعيدا
عن شرفة وادي النمل
من يسقي روح الشاعر
بقطرة معنى من ماء الغيم؟
من يحفر في الطين الأحمر
صورة لوركا
أو المتنبي ؟
وقد طفقا يسكبان عليهما
من نار الحرف تعويذتين
في الشرق وفي الغرب
هذا السمر البارد لا يشبه ليلة زرياب
وهذا الباب الموصد ليس هو الباب
فخذوني من وحشة هذا السور
إلى حيث أسمع ركزا
أو أشم رائحة منديل أبيض
أمسحه على وجهي
لأرتد بصيرا
لا تولد الكلمات الأولى
إلا من صرخة حلاج مجذوب
لا تسفر عروس البحر عن خدها اللازوردي
بدون ريح على ظهر الزورق
أو رقصة جني مارد في جزيرة تيدرة
فتكشف عن ساقها مرتين
هل أنتم الناس أيها الشعراء؟
وهل أصبحت بئر إديني يبابا؟
وماء النهر أجاجا ؟
وحصاد الزرع هل أفسدته طيور شمامة؟
وهل حدث النخل أخيرا ؟
أم مات ” أشيلال” ؟
وهو يبحث في الأعماق
عن سر الكنز المفقود
تحت بحيرة زمزم؟
سأعزف قيثارة وجدي القديم
لعلي آنس نارا
بهذا الشتاء الطويل
بهذا الفراغ الثقيل
فهيا معي صاحبي في الطريق
كي نصادف حلما في عبقر
أو نموت فنعذرا