في بيداغوجيا الترجمة (4)

أ.د. عنتر صلحي أستاذ الترجمة واللغويات – جامعة جنوب الوادي – مصر

 

أولا – تفكيك مهارات الترجمة

ذكرنا سابقا أن الترجمة تتضمن مهارات فرعية وعمليات عقلية معقدة، وأن العمليات المعرفية التي يقوم بها المترجم للترجمة من لغة أجنبية إلى لغة المترجم الأم تختلف بشدة عن العمليات المعرفية التي تتم في حالة العكس بالترجمة من اللغة الأم إلى اللغة المستهدفة. فمثلا من أهم جوانب عمليات الترجمة من اللغات الأجنبية عمليات الفهم comprehension الذي قد يستغرق وقتا طويلا للتأكد من كل جوانبه وعلى مستويات متباينة تبدأ من الفهم الحرفي prepositional comprehension مرورا بفهم الاصطلاح idiomatic comprehension ثم فهم إشارات المؤلف الضمنية implicatures ثم فهم الجو السائد في أسلوب الكتابة tone وأخيرا فهم غير المذكور في النص والذي يقرأ مما بين السطور. نقول إن عمليات الفهم المعقدة في اللغة الاجنبية تستلزم وقتا وجهدا من المترجم أكثر مما تستغرقه لو كان يترجم عن لغته الأم التي يألف أساليب كتابها وأدوات الاختزال والسخرية والنقد فيها والاسقاطات إلى غيرها من النصوص discursivity وغير ذلك.

لذا نضع هنا قائمة ببعض أهم المهارات الفرعية عند الترجمة التحريرية من اللغة الأجنبية إلى اللغة الأم (ونؤكد أنها ليست كل المهارات المطلوبة، ونؤكد أنها للترجمة التحريرية وليس الفورية، ونؤكد على الاتجاه في الترجمة من اللغة الأجنبية للغة الأم وليس العكس): (Abdellah, 2010)

 

ثانيا –  مهارات فهم المقروء Reading Comprehension

  1. أن يفهم ويتعرف على المعنى العام للنص،
  2. أن يفهم و يعي التفاصيل في النص.
  3. أن يحدد معاني الألفاظ والتعبيرات الجديدة مستخدما أحد أو بعض التلميحات التركيبية clues من مثل البوادئ و اللواحق وجذور الكلمات والترتيب الكلمي وعلامات الترقيم ونوعية الجملة (تقريرية ، أمرية، استفهامية، تعجبية، ….)
  4. أن يحدد معاني المفردات والتعبيرات الجديدة مستخدما أحد أو بعض التلميحات النصية السياقية من مثل المترادفات أو الأضداد أو الشروحات التي تصاحب المصطلحات …
  5. أن يحدد أسلوب الكاتب: سواء كان أسلوبا أدبيا أو علميا أو اصطلاحيا وسواء كان تقريريا أو إقناعيا أو تحليليا أو وصفيا.
  6. أن يحدد مستوى اللغة المستخدم في النص؛ سواء كان مستوى الفصحى الرسمية أو العامية الدارجة أو الكلاسيكية الأدبية أو الدينية …
  7. أن يحدد الإشارات الثقافية المتضمنة في اختيار المفردات.

 

ثالثا – مهارات البحثResearching

  1. أن يستخدم المعاجم ثنائية اللغة كي يبحث عن معاني المفردات الجديدة
  2. أن يستخدم المعاجم أحادية اللغة كي يراجع استخدامات المفردات الجديدة في اللغة الأصلية واستخدامات معانيها في اللغة المترجم إليها
  3. أن يستخدم الموسوعات ودوائر المعارف ومسارد المصطلحات للبحث عن المصطلحات العلمية المتخصصة
  4. أن يستخدم القواميس الإلكترونية إن كانت متاحة له وإذا دعت الحاجة إليها
  5. أن يرجع إلى المجلات المتخصصة والدوريات العلمية كي يتعود على طبيعة النص و تعبيراته خاصة إذا كان نصا علميا تخصصيا

 

رابعا –  مهارات التحليل Analysis

  1. أن يحدد بدايات و نهايات الأفكار الواردة في النص الأصلي والعلاقات التي تربط بين هذه الأفكار
  2. أن يحدد “أفضل” دلالات الكلمة والتي تصلح في السياق المحدد
  3. أن يحدد التركيب النحوي في اللغة المستهدفة (المترجم إليها) الذي يمثل الأصل بأنسب صورة ممكنة
  4. أن يحدد النقاط التي يحدث عندها انتقال من فكرة إلى أخرى transitions في النص الأصلي وأفضل أدوات الربط التي تستخدم في اللغة الهدف وتمثل الانتقالات بين الأفكار في النص الأصلي

 

خامسا –  مهارات الإنشاء و الصياغة composing

ننصح المترجم المبتدئ وطلاب الترجمة في الجامعات باتباع الاستراتيجيات التالية عند الصياغة الأخيرة للنص:

  1. أن يستخدم ترتيبا كلميا صحيحا كما هو متبع في اللغة المترجم إليها
  2. أن يستخدم تركيبا نحويا سليما كما هو متبع في اللغة المترجم إليها
  3. أن ينقل أفكار النص الأصلي بوضوح يناسب قارئ اللغة المترجم إليها
  4. أن يعيد صياغة عبارات معينة في ضوء المعنى الإجمالي للنص المترجم
  5. أن يحدث تغييرات للنص ككل ويضفي عليه روحا من الأصل دون تشويه لأفكار النص الأصلية
  6. أن يتبع أحد أو عددا من الاستراتيجيات التالية عند مواجهة مشكلة عدم القدرة على التعبير عن معنى أو تركيب الجملة في النص الأصلي:

 

سادسا – استراتيجيات الترجمة

(أ) نحوية تركيبية:

1- تبديل ترتيب الكلمات (بالتقديم أو التأخير)

2- تغيير البناء التركيبي للعبارة أو الجملة ( تحويل من البناء للمجهول إلى المعلوم أو العكس)

3- إضافة أو حذف أحد أدوات الربط الكلمي التي لا تؤثر على المعنى

 

(ب) استراتيجيات دلالية:

1- استخدام مفردات أكثر عمومية من اللفظ الذي لا يوجد له مقابل في اللغة المترجم إليها.

2- التغيير في مستوى التجريد في النص

3- إعادة توزيع المعلومات على عناصر دلالية أكثر مما في النص الأصلي أو اقل منها دون إخلال بالمعنى العام.

 

(ج) استراتيجيات تداولية:

1- توضيح جوانب الإغراب أو إضفاء لمحات من الغرابة على المعنى سهل النوال بما يناسب جو النص الأصلي

2- تغيير مستوى الوضوح في النص

3- إضافة أو حذف معلومات تعين على فهم المعنى في النص الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى