سوالف حريم.. لا تعطسوا رحمكم الله
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
عندما نزلت انا وصديقتي درجات باب العامود، في طريقنا لأسواق مدينتا “القدس القديمة” وصرنا قبالة الباب، شهقت صديقتي وقالت:
أريد أن أعطس.
فقلت لها: دخيلك! إيّاك والعطس هنا!
فالتفتت إليّ وسألت: لماذا.
فقلت اذا ما عطستِ، فإنّ يدك سوف تمتدّ تلقائيّا لحقيبتك اليدويّة لاخراج محرمة، ونحن محاطون من كلّ الاتجاهات بجنود وشرطة وقنّاصي الاحتلال، والمتمترسون على سطح عمارة كولومبيا المقابلة لباب العمود، لن يفكّروا مرّتين في اطلاق الرّصاص عليك، ظنّا منهم أنّك ستخرجين سكّينا، فلديهم فتاوي وأوامر بالقتل دون تفكير.
فشرعت صديقتي تأخذ شهيقا طويلا من فمها، وتحكّ أرنبة أنفها بسبّابتها لتؤجّل العطسة، بينما داهمني الضّحك وأنا أردّد:
هل يعقل أنّنا سنفقد حياتنا بسبب عطسه؟
وهل سأقول عنك لو قتلوك: رحمها الله، بدلا من تشميتي لك بعد العطسة بقولي: يرحمك الله.
وبعد أن ابتعدنا عن الجنود المذعورين والمتأهّبين لاصطياد المارّة، عطست صديقتي وهي تقول: ما عاد في أمّتنا معتصم نندبه، فيا لضعفنا وقلّة حيلتنا!